عبدالله العمري
تابعت كثيراً من التغطيات الإعلامية التي سبقت مواجهة بطل القارة الآسيوية الهلال أمام فريق بوهانج الكوري في نهائي دوري أبطال آسيا الذي أقيم يوم الثلاثاء الماضي، وتوج الهلال باللقب بكل جدارة واستحقاق.
وحرصت على متابعة آراء بعض المحليين المحايدين من خارج الوطن، وهي بكل تأكيد آراء ليست مبنية على عاطفة أو تحيز أو حب للهلال، بقدر ما هي آراء منطقية وواقعية جداً، تحكي بكل صدق الواقع المميز الذي يعيشه الهلال من تفوق وزعامة، وهو واقع ملموس، ترجمه أبناء الهلال على أرض الملعب في مواجهتهم أمام بوهانج الكوري، بعد تفوقهم الكبير الذي فرضوه على الفريق الكوري.
وعندما يكون المتحدثون أشخاصاً لهم تاريخ كبير في كرة القدم مثل اللاعب التونسي الدولي زبير بيه أو المحلل الفني المصري المعروف خالد بيومي اللذين يملكان من الخبرة الشيء الكبير جداً في أدق التفاصيل الفنية لكرة القدم، فبكل تأكيد لا بد أن تصُغي لهذه الآراء الجميلة، وتقف عندها كثيراً التي أكدوا فيها أن الهلال اليوم أصبح مميزاً جداً بقارة آسيا، وراهنوا كثيراً على أن اللقب لن يذهب لغير الهلال، وهو ما تحقق فعلاً على أرض الواقع وداخل الملعب.
الهلال اليوم أصبح فارقاً جداً عن كثير من الفرق الآسيوية وتتويجه باللقب للمرة الثانية في آخر ثلاث نسخ من دوري أبطال آسيا لم يأتِ بضربة حظ أو عبثاً، بل أتى من جهد كبير جداً، بذلته الإدارة الهلالية بقيادة رئيسه الخلوق والجنتلمان فهد بن نافل وبقية العاملين معه، الهلال أصبح يدار بطريقة احترافية مميزة جداً، وهذه الاحترافية العالية انعكست حتى على مستويات لاعبيه المحليين والأجانب بشكل واضح جداً.
الهلاليون يعيشون حالة فريدة من الحب والتناغم فيما بينهم على الأصعدة كافة؛ سواء من أعضاء شرفه المميزين والداعمين لناديهم بكل قوة أو حتى على صعيد لاعبيه السابقين، من خلال أحاديثهم عبر برامج السوشل ميديا التي بينت مدى حب نجوم الهلال السابقين لناديهم، وكشفت عن الدعم المعنوي الكبير للاعبي الهلال الحاليين، سواء كان بالحضور والدعم والمساندة أو عبر دعمهم عبر تصاريح إعلامية مميزة، والتي آخرها ما قاله النجم الهلالي السابق خالد التيماوي عندما سئل عمّن هو خليفته في الهلال من الجيل الحالي، فقال هم أفضل منا بكثير مع هذه الكلمات، لا بد أن تعرف معه سرًّا من أسرار تفوق لسنوات، وتشعر بعظمة الانتماء الذي يكنه نجوم الهلال السابقون لناديهم.
الحقيقة التي لا بد أن يقف عندها الجميع، هي أن الهلال اليوم أصبح يغرد خارج سرب الأندية السعودية كثيراً.
ولعل أكثر ما يميز أبناء الهلال أنهم يعملون على رفعة وتقدم ناديهم، تاركين للآخرين التشكيك والطعن في كل منجز يحققه الهلال، ولذا من الطبيعي أن يتربع الهلال على عرش القارة الآسيوية بكل جدارة لأن العاملين فيه يعملون من دافع حب وولاء لناديهم فقط، ولم يلتفتوا لملاحقة الأندية الأخرى مثلما يفعل بعض كارهي الهلال معه منذ سنوات طويلة.