الهادي التليلي
لم يكن ميلاد الهيئة العامة للترفيه مجرد حدث في المكان والزمان، بل كان أعمق من ذلك بكثير، إنه تحول ثقافي وحضاري وفكري نوعي، أعطى للمملكة وجهاً وبهاءً حقيقيين، هي جديرة بهما فعلاً، لقد تحولت المملكة في سنوات قليلة إلى عاصمة كونية في مجال الترفيه، خاصة في محوري الأنشطة EVENTS والفضاءات SPACES فالترفيه كممارسة مؤسسة نقل الرياض من عاصمة إدارية خدمية إلى مركز استقطاب سياحي وثقافي وحضاري كوني من خلال نجاحات الأنشطة النوعية، والتي تمحورت في سياقات متنوعة تحدت جائحة كورونا، ونقلت ألم البشرية إلى فرح دائم، وذلك بجهود العاملين وبقيادة حكيمة ورشيدة للمملكة في عهدها الجديد.
العمل الترفيهي الذي هو في حقيقة الأمر جهد ميداني جبار يكون الفاعلون فيه كالشمعة التي تحترق اجتهاداً لتسعد الآخرين لو نظرنا إليه من زاوية سوسيولوجية بحتة، نجده مفتاح قراءة التحولات النوعية التي تشهدها المملكة وتؤسس بها لريادة عالمية للحظة ما بعد الحداثة، والتي تعد مدينة نيوم ولؤلؤته ذا لاين THE LIGNE إضافة إلى العواصم السياحية والترفيهية الجديدة مثل العلا والقدية والبحر الأحمر والدرعية الجديدة والحدائق العملاقة، والتي من بينها حديقة الملك سلمان التي ستكون أكبر حديقة حضرية في العالم إضافة إلى التغيير الإيكولوجي الذي تسعى مدينة الرياض خصوصاً، والسعودية عموماً والخليج العربي كدائرة أوسع في مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر.
لذلك الجهد الترفيهي بالمملكة ليس حلقة فعل معزولة عن الخط الاستراتيجي للمملكة ورؤيتها إنها لحظة مفصلية مهمة متصلة بالرؤية ومن ركائز بنائها أثرها في البشر والمجتمع جلي للملاحظ البسيط والقارئ المتمعن إذا ما آثرنا القراءة السوسيولوجية لهذا الفعل الترفيهي الذي استقطب انتباه كل العالم، وحول الرياض إلى عاصمة الكرة الأرضية في هذه الفترة الزمنية الصعبة التي يتخارج فيها العالم بحذر من أزمة كورونا، وتستعد بعض الدول لاستقبال موجة جديدة منها في شتاء يتوقع له أن يكون أكثر قسوة رغم انتشار اللقاحات وتقدم مقاومة الجائحة.
موسم الرياض 2021 الذي يعد استثنائياً بجميع المقاييس حيث دشنت فعاليات منطقة ذا قروفز THE GROVESالساحرة بعد أن أخذت منطقة بوليفارد سيتي BOULVARD CITY مسارها في مدارات الإبداع والإنجاز كما تعد «قرية زمان» و»المربع» وواجهة الرياض «و»نتروندرلاند» و»كومبات فيلد» و»الرياض سفاري» بقسميها «سفاري اكبيرنس» وحديقة سفاري» وغيرها فسيفساء من المساحات الترفيهية المتنوعة التي تلبي كل الأذواق وتستجيب لمختلف الرغبات مستقطبة أهم نجوم العصر في مختلف المجالات الترفيهية في الغناء والمسرح والسينما والأزياء والطرب الأصيل بأحدث الوسائل والتقنيات.
فعاليات وفقرات والنجوم التي أنارت الرياض والعالم والتي تند عن الحصر جاءت في توليفة منسجمة متناغمة تعكس حرص المشرفين على التقاء البعدين الإبداعي والكمي لإشباع رغبات المتلقي والمستفيد من الخدمة الترفيهية لأن الترفيه هو حياة وممارسة، تدخل فيها أبسط التفاصيل من مطاعم ومقاهي وجمالية مكان وتنشيط تجاري وكل الجزئيات تشترك في بناء مشهد متناغم حتى الأحداث الطارئة، وهنا نذكر الاحتفال الخرافي الذي أقامته هيئة الترفيه في البوليفارد لفريق الهلال بمناسبة حصوله على الكأس الآسيوية وترشحه لنهائيات كأس العالم للأندية يتم استثمارها لإشعال الفرح وبثه في قلوب الجميع، وذلك هو البعد الحيني لظاهرة الترفيه.
نجاح موسم الرياض 2021 يعد ميدالية ذهبية للمملكة العربية السعودية التي تألقت من قبل في إنجاح قمة مجموعة العشرين وأنجزت قمة خليجية تسجل في الذاكرة والتاريخية، واستعدت كما يجب لموسمها السياحي، ونجحت فيه موسم الرياض الذي يعد هذا الموسم بوابة عالميتها في المجال هذا دخل كما عدنا موسوعة جينس، وهذا العام في مجال السيارات كما دخل قلوب كل العالم وأعطى صورة ذهنية عن المملكة وما بلغته من نماء وازدهار هذا الموسم وهو منجز الهيئة العامة للترفيه، حرص رئيس مجلس إدارتها المستشار تركي آل الشيخ على أن تكون بحجم حب السعوديين للفرح وبقدرة الإدارة السعودية على الإبداع، وفي مستوى رؤية المملكة وتطلعات قيادتها الرشيدة ممثلة في ملكها قدوتها وولي عهدها الأمين سيبقى خالداً في الذاكرة والتاريخ.