عبد العزيز الهدلق
سمو الأمير الوليد بن طلال أعرف مدى عشقك للهلال، وحجم حبك له وانتمائك. وطموحاتك مع الهلال، وأعرف أن تطلعاتك معه لا يحدها سقف. فسموكم ورث حب الهلال وعشقه من والدكم الفقيد الغالي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، ومواقفك شخصياً مع الهلال ليست وليدة اليوم أو أمس، فتاريخ الهلال وعبر كل مراحله وإنجازاته يشهد لكم بالمواقف الداعمة والمؤازرة للإدارات والنجوم خلال أكثر من ثلاثين عاماً. وهي مواقف داعمة ومؤازرة بشكل نوعي وغير مسبوق أو ملحوق. ويحسب لمواقف سموكم أنها غير مشروطة بالتدخل في قرارات الإدارات أو توجهاتها. وهذا نتاج حب وعشق نادر. وخلال السنتين الماضيتين اقتربتم أكثر من النادي ودعمتم أكثر وحققتم بهذا منجزات كانت أحلاما بالنسبة لأي مشجع هلالي، أبسطها بلوغ العالمية مرتين.
والآن والهلال مقبل على المشاركة العالمية الثانية لا شك أنك شخصياً يا سمو الأمير تريدها مشاركة مختلفة. على الأقل عن مشاركة الهلال السابقة. وهذا تطلع كل الجماهير الهلالية. فالزعيم اليوم لم يعد فريقاً حدوده القارة بل أصبح عالمياً ومن الطبيعي أنه يتطلع لمقارعة الفرق العالمية ومنافستها الند للند. ورأينا في البطولة السابقة كيف تمكن الهلال من التقدم على فلامنجو البرازيلي والتفوق عليه ميدانياً وهو بطل بلاد أسياد الكرة. وخسر بفارق الخبرة وعامل الإرهاق. لذلك فكل هلالي يا سمو الأمير يتطلع في البطولة القادمة لمنجز كبير عنوانه هذه هي كرة القدم السعودية. منجز يصنع بصمة سعودية على خارطة كرة العالم. ربما في كأس العالم للمنتخبات يكون ذلك صعباً. ولكن على مستوى الأندية هو من الأشياء الممكنة خصوصاً مع فريق مثل الهلال. فمن الممكن أن يكون الهلال طرفاً في نهائي البطولة. ومن الممكن أيضاً أن يكون بطلاً للعالم. فهذه طموحات مشروعة لكل سعودي وكل هلالي. وليست أحلاماً، أو شيئاً من الخيال. وما يجعلها طموحات مشروعة أنكم يا سمو الأمير قد صنعتم فريقاً جعل المشجع السعودي والهلالي يفكر هكذا.! فالمشاركة من أجل المشاركة متاحة للكثيرين ولمن هم أقل مستوى وتاريخاً من الهلال. وجربها الهلال في النسخة الماضية. ولكن المشاركة من أجل تحقيق منجز ووضع بصمة خالدة فهذا لا يقدر عليه سوى الهلال. وليقيني بحجم تطلعات سموكم ومعرفتي التامة بشغفكم نحو الارتقاء وبلوغ المعالي وبتحدي الصعاب وصناعة المنجز المختلف عن السائد خاطبت سموكم. فكل خطوات سموكم على صعيد العمل الشخصي في شركة المملكة وشقيقاتها كانت مختلفة عن السائد ومتفردة بالتميز. وسابقة عصرها في أساليب الإدارة والأداء، فكانت النتائج مختلفة. لذلك يا سمو الأمير وأنا على يقين أن المشاركة المتميزة في كأس العالم تراودكم وتدور في خلدكم. أرى أن المشاركة المتميزة تتطلب تدعيم الفريق بعناصر ترتقي لمستوى المنافسة العالمية. بضم عنصرين عالميين مكان اثنين من اللاعبين الأجانب وهذا سيكون خطوة مهمة نحو العالمية الحقيقية. فالهلال فريق مكتمل من كل النواحي الفنية والعناصرية، ويحتاج فقط إلى استكمال بعض النقص ليكون عالمياً بالفعل. وليذهل كل العالم في التظاهرة الكروية المقبلة. فالهلال قادر بدعمكم على التمام، ولا أريد أن ينطبق عليه بيت المتنبي:
ولم أر في عيوب الناس عيباً
كنقص القادرين على التمام
وإن فعلتها يا سمو الأمير وحقق الهلال منجزاً عظيماً في مونديال الأندية فسيكون المجد للوطن، وللهلال ولسموكم. وينقل سموكم من مرتبة عضو شرف داعم ومساند إلى عضو شرف صانع للإنجاز.
ربما ما ورد أعلاه من مطالبات وأمنيات وتطلعات تكون صعبة على غيركم. ولكنها ليست كذلك عليكم. من الصعب على غيركم أن يتطلع للعالمية والفوز بكأس العالم للأندية، ولكن هذا التطلع ليس صعباً على سموكم التفكير فيه أو السعي لتحقيقه. فما يراه غيركم صعباً ومستحيلاً يراه سموكم ممكناً ومتاحاً. ما دام المطلوب في إطار الفكر والعقل والجهد البشري وليس من أعمال خرق النواميس وهز الثوابت الكونية.
وإذا كانَتِ النّفُوسُ كِباراً
تَعِبَتْ في مُرادِها الأجْسامُ
وزارة الرياضة واتحاد الكرة
ما هو المطلوب من وزارة الرياضة واتحاد الكرة إزاء مشاركة الهلال في كأس العالم للأندية؟
أجزم أن الوزارة بقيادة سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي حريصة كل الحرص على مشاركة هلالية متميزة في البطولة. باعتبار الهلال يمثل الوطن، وأي ظهور مميز له في المحفل العالمي هو ظهور محسوب للرياضة السعودية. لذلك أتمنى أن تبادر الوزارة واتحاد الكرة أيضاً بعقد سلسلة اجتماعات مع إدارة الهلال لوضع تصورات طموحة للمشاركة العالمية، وتضمن تحقيق مشاركة متميزة للكرة السعودية. وأن تنال إدارة الهلال كل الدعم الذي يكفل للفريق السعودي وممثل الوطن تقديم أفضل مستوى ونتائج في البطولة.
فما تحظى به الرياضة السعودية من دعم سخي من القيادة الحكيمة هو من صنع المنجز الآسيوي الهلالي، وهو ما سيصنع المنجز المنتظر بإذن الله في كأس العالم للأندية. وأجزم أن القيادة حفظها الله تنتظر من الهلال تحقيق مشاركة متميزة ومختلفة، والوصول لمركز متقدم بين الأندية العالمية المشاركة.