خالد بن حمد المالك
مَن رأى ليس كمَن سمع، ومَن جال في الموقع ليس كمَن رآه عن بُعد، ومَن سأل عن التفاصيل بالمواجهة مع المسؤولين وأُجيب ليس كمَن قرأ دون إجابة، فالصورة هنا تختلف عن هناك، والانطباع في هذه الأجواء دون غيرها في أجواء أخرى، الاختلاف هنا ناشئ عن الصورة كاملة لدى هذا، وجزء من الصورة لدى ذاك.
* *
هذا التقديم المبسط القائم بين أن يكون الشخص شاهد عيان، أو أن يعتمد على السماع، وثم فهو عندئذٍ في حالة انطباع افتراضي، وهذا هو ما كان عندي سابقًا من انطباع ناقص عن موسم الرياض، لأنه انطباع قائم على الحالة الافتراضية، لكونه كان يعتمد على القراءات والسماع، فيما أنا الآن شاهد عيان، الحاضر والملم بكل التفاصيل.
* *
أخلُص من كل هذا إلى كتابة وصف انطباعي سريع لجانب من مظاهر (موسم الرياض) الغني بالمواقع والفقرات والمسميات وتعدد النشاطات، بعد زيارة لـ(البوليفارد) حيث اكتملت الصورة في ذهني، اعتمادًا على الحضور الشخصي، والمشاهدة على الطبيعة، والسؤال وتلقي الإجابة من المسؤولين في الموقع، بما لا أجد الآن نقصًا في معلومة، قد تشوِّش على انطباعي السريع عن هذا (البوليفارد) الذي هو بمثابة الوجه الآخر الحسن في مدينة الجمال مدينة الرياض.
* *
فقد رأيت أكثر بكثير مما سمعت عنه، وأشمل مما قرأت عنه، وما شاهدته هو أقرب إلى الحلم والخيال الواسع، فالعين هنا لا تشبع من المشاهدة، ومن يكون راجلاً لا يمل من المشي، فأنت في حالة استمتاع بصري وجسدي، وكل ما تراه من ترفيه يقودك إلى أن تتخيل، وأن ترى الرياض وكأنها غير الرياض التي عرفتها وعشقتها وكانت ولا تزال حبك الأول.
* *
على هامش زيارتي لهذا (البوليفارد) على مدى ثماني ساعات تقريباً، كانت دهشتي كبيرة وبإعجاب، وكانت نظراتي حيرى بين هذا الجمال الأخّاذ، وهذه الأضواء المثيرة؛ فمكونات هذا الموقع بكل مفرداته وتفاصيله يأسرك، ويأخذك بعيداً وسط حضور بشري كثيف، وأجواء جاذبة.
* *
في زيارتي جلت على كل موقع، من ممر إلى آخر، حيث البحيرة التي التم الجمهور حولها، وكأنهم أمام شاطئ في مدينة بحرية، وحيث النافورة الراقصة بألوانها الزاهية، فيما تظل المطاعم، والمقاهي، والخدمات الأخرى من محلات تجارية وغيرها، ضمن عناصر هذا التكامل في هذا الإنجاز الترفيهي غير المسبوق.
* *
كان في برنامجي أن أزور مسرح عندليب الشرق عبدالحليم حافظ، وأن أقف متفرجًا عند مقتنياته، وأحضر الفعاليات في هذا المسرح، حيث صوت الفنان الكبير، ثم المسرحية التي هي جزء من نشاط المسرح لإمتاع الحضور بوقت جميل مع مسرحية امتلأت فيها صالة المسرح بالحضور.
* *
اختتمت الزيارة التي بدأت بعد الساعة السادسة مساء وإلى الساعة الثانية بعد منتصف الليل بتناول طعام العشاء مع أسرتي التي رافقتني في كل مراحل الزيارة في واحد من المطاعم الأربعة الأشهر في (البوليفارد) وهو المطعم اللبناني الذي غص برواده من الزوار، الذين كانوا خليطاً من الرجال والنساء والأطفال، ومن جنسيات مختلفة.
* *
لفت نظري كثيراً، النظافة، والانضباط، والخدمة العالية التي يتناوب في القيام بها شباب وشابات سعوديون وسعوديات، ومثل ذلك، فإن تصميم المكان، وجماله في توزيع الإضاءات، والأنغام الجميلة بأصوات الفنانين السعوديين وهي تصدح من مكان إلى آخر، في أجواء حالمة.
* *
كثيراً يمكن أن يقال عن هذا الإنجاز العظيم، عن هذا العمل الرائع، وعن هذه اللفتة الإنسانية من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، بتمكيننا لنرى ما كان غائبًا عنا، لكن الاختصار في الكلام لا يخل بما تحقق حين نوجز القول، ونجمل في الكلام، فالفرصة متاحة للجميع ليقفوا بأنفسهم على المشهد، ويروا بأم أعينهم ماذا يجري في الرياض من حراك ترفيهي غير مسبوق.
* *
فقط أريد أن أوجه التحية والشكر والتقدير لمعالي المستشار تركي عبدالمحسن آل الشيخ، الذي أعتبره هدية الأمير محمد بن سلمان ليقدم لنا هذا المنجز الحضاري الترفيهي بهذا الإتقان والجودة العالية، فما رأيته وشاهدته وعايشته بالحضور لأول مرة أثار إعجابي ودهشتي وفرحتي وسعادتي، وإن نسيت فلا يمكن أن أنسى تقديم التحية إلى ذلك الفريق المميز من السعوديين الذين يعملون بجهد خلاق مع معاليه، ممن ترددت أسماؤهم على مسامعي، وبينهم الأخت حنان السماري مسؤولة بروتوكول موسم الرياض وغيرها كثير، فلهم الشكر والتقدير.
* *
أختم كلامي بالتأكيد على أننا موعودون دائماً ومستقبلاً بما هو أجمل وأفضل، فنحن في عهد سلمان، في عهد محمد بن سلمان، -حفظهما الله-، وبارك للوطن في قيادته ورموزه من المواطنين المخلصين الجادين الصادقين في العمل.