واس - الرياض:
نظرًا لما يواجهه الشعب الأفغاني من أزمة إنسانية خطيرة تتفاقم مع حلول فصل الشتاء، وحاجة الملايين من الأفغان، بمن فيهم كبار السن والنساء والأطفال، إلى مساعدات إنسانية عاجلة تشمل الغذاء والدواء والمأوى. وبما أن الانهيار الاقتصادي المحتمل للدولة وتدهور الأوضاع المعيشية لن يكون مأساةً إنسانية فحسب، بل سيؤدي إلى المزيد من عدم الاستقرار في أفغانستان، وسيقود لعواقب وخيمة على السلام والاستقرار الإقليمي والدولي. وانطلاقاً من المبادئ الإسلامية السمحة، وباعتبار المملكة العربية السعودية رئيس القمة الإسلامية الحالية، وفي ضوء مخرجات منظمة التعاون الإسلامي السابقة ذات العلاقة بالشأن الأفغاني، فإن المملكة وتعبيراً عن مبدأ التضامن الإسلامي مع الشعب الأفغاني، ترى ضرورة عقد اجتماع استثنائي للمجلس الوزاري لمناقشة الوضع الإنساني في أفغانستان والإسهام في تقديم الاستجابة الإنسانية المناسبة. وتتطلع المملكة لعقد هذا الاجتماع، الذي عرضت جمهورية باكستان الإسلامية استضافته بتاريخ 13 / 5 / 1443هـ الموافق 17 ديسمبر 2021م، وأن تُسهم مخرجاته في إيجاد الآليات والسبل الملائمة لتقديم المساعدة الإنسانية للشعب الأفغاني، وتنسيق الإجراءات مع الأمم المتحدة، ووكالاتها ذات الصلة، والمؤسسات المالية الدولية، والمجتمع الدولي بهدف التخفيف من تأثير الأزمة الإنسانية على الشعب الأفغاني. كما تأمل المملكة أن يكون انعقاد هذا الاجتماع فرصة للتأكيد على أهمية استقرار وأمن أفغانستان، وسيادتها ووحدة أراضيها والتصدي للتدخلات الأجنبية فيها، ونبذ ومحاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وضمان عدم استخدام الأراضي الأفغانية كمأوى أو ملاذ للجماعات الإرهابية والمتطرفة، وحث الحكومة المؤقتة على احتواء مختلف الأطياف الأفغانية، ومراعاة المواثيق والأعراف الدولية، واحترام حقوق الإنسان وحق المرأة في التعليم والعمل ضمن التعاليم والمبادئ التي كفلتها الشريعة الإسلامية. وتحث المملكة الدول الأعضاء في المنظمة، والدول والمنظمات الدولية المدعوة من غير الأعضاء، على المشاركة الفاعلة في الاجتماع الوزاري الاستثنائي لبلورة وحشد تحرّك إسلامي إنساني مشترك لمساعدة الشعب الأفغاني.
من جانبها أكدت باكستان دعمها لمبادرة المملكة حول عقد اجتماع استثنائي للمجلس الوزاري لدول منظمة التعاون الإسلامي لمناقشة الوضع الإنساني في أفغانستان. وأوضح وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي في بيان أمس أن بلاده تؤيد هذه المبادرة من جانب المملكة العربية السعودية بوصفها رئيسة القمة الحالية لمنظمة التعاون الإسلامي، معرباً عن ثقته في أن توافق الدول الأعضاء في المنظمة على عرض بلاده باستضافة هذا الاجتماع في إسلام آباد في 17 ديسمبر 2021 م. وقال :» إن أفغانستان من الأعضاء المؤسسين لمنظمة التعاون الإسلامي وكجزء من الأمة الإسلامية، فإننا ملتزمون بروابط الأخوة والصداقة مع الشعب الأفغاني، لأن إخواننا وأخواتنا في أفغانستان بحاجة إلينا اليوم أكثر من أي وقت مضى»، مبيناً أن أفغانستان تواجه حالياً وضعاً إنسانياً خطيراً حيث يواجه ملايين الأفغان، بمن فيهم النساء والأطفال ظروفاً غير مستقرة بسبب نقص الغذاء والدواء وإمدادات المعيشة الأساسية الأخرى، وأن الأزمة الإنسانية في أفغانستان قد تفاقمت مع قدوم الشتاء. وحث وزير الخارجية الباكستاني، منظمة التعاون الإسلامي على الإسراع من أجل التخفيف من الاحتياجات الإنسانية للشعب الأفغاني، وتقديم الدعم الفوري والمستمر لهم، ومواصلة التواصل معهم من أجل رفاهية وازدهار أفغانستان. ولفت الانتباه إلى أن الدورة الاستثنائية الأولى لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي عقدت في إسلام آباد في يناير 1980 بشأن الوضع في أفغانستان، وقال :» إننا سنجتمع مرة أخرى الشهر المقبل في إسلام أباد لإعادة تأكيد تضامننا الدائم مع الشعب الأفغاني ودعمنا له، معرباً عن ثقته في أن الاجتماع سينظر في خطوات ملموسة للمساعدة في معالجة التحديات الإنسانية والاقتصادية التي تواجه أفغانستان.