د.عبدالله بن براهيم بن محمد العجاجي
المقصود بالاعتماد الأكاديمي: هنا هو الاعتماد (المؤسسي) أو البرامجي... ولا شك أن المؤسسات الأكاديمية على مستوى العالم تسعى بجد للحصول على الاعتماد المؤسسي أو البرامجي. ومن حسن الطالع لهذا البلد أن أنشئت هيئة تقويم التعليم والتدريب التي تتبعها (الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي). تأسست عام 2004م. ومنذ تأسيسها فقد حققت نجاحات ذات أبعاد وطنية وإقليمية ملموسة.
ومؤسستنا التي قد أشير لها هي التجربة الوحيدة الماثلة أمام الجميع، وهي هنا في الرياض، بل في جامعة الملك سعود، عن كلية التربية أتحدث يا سادتي.
بداية ضرورية ومهمة جداً: إن المتتبع لتاريخ بدايات الاعتماد الأكاديمي (فيما أعلم)، كان على يد الوزير (الناجح) معالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، الذي كانت على يديه البدايات الأولى لقصة (الاعتماد الأكاديمي المؤسسي، والبرامجي)، ومن دون الدخول في تفاصيل قد لا نستفيد منها، أقول هذه الهيئة (هيئة التقويم والاعتماد الأكاديمي)، ويرمز لها كثيرون بـ(NCAAA). هذه المؤسسة التي يحق لكل مواطن ومواطنة ومقيم، الفخر بها وبما حققته من منجزات من غير الممكن حصرها. لكني اخترت اليوم مناقشة بعض من التجارب الماثلة أمام الجميع وقوف جامعة الملك سعود التي حققت الاعتماد في العديد من التخصصات (الطب والهندسة، والعلوم، والزراعة،... وغيرها).
وكانت الأبرز فيها جميعاً لا شك هو ما تحقق لكلية التربية، وأقول منجز حقاً لأسباب منها:
- لم تكن لدى أعضاء هيئة التدريس بكلية التربية الخبرة الكافية كي يقودوا دفة الاعتماد الأكاديمي الذي حقق مفاجأةً حق لكلية التربية، حيث حصلت على الاعتراف الأكاديمي من قبل المركز الدولي للاعتراف الأكاديمي للفترة ( 2012 - 2016م ). وكان بإمكان كلية التربية الحصول على اعتماد كامل من قبل هيئة الاعتماد الأكاديمي الأمريكية، المسماة (مجلس الاعتماد للمؤسسات التربوية) أي (Council for the Accreditation of Education Preparation)، وتعرف اختصاراً بـ ألـ(CAEP)، هذه المؤسسة التي ورثت (المركز الدولي للاعتماد الأكاديمي (NCATE). أقول كان بالإمكان مواصلة تحقيق المنجزات لكن الجامعة شغلت بتفاصيل لا أعلمها فلم تواصل إنجازاتها في هذا الميدان.
- كلية التربية، جامعة الملك سعود، هي الكلية التربوية الوحيدة في المملكة العربية السعودية التي حصلت على الاعتماد الأكاديمي وفق شروط الـ(NCATE)، ليس هذا فقط بل إنها حصلت عليها للفترة كاملة (مدة أربع سنوات)، ومن المحاولة الأولى.
- كذلك فإن كلية التربية، جامعة الملك سعود قد سجلت حصولها على الاعتماد/ الاعتراف الأكاديمي، للفترة القصوى (كاملةً)، بدون إنقاص.
لكن كان ذلك حتى العام 2016م، فما الذي حدث بعد ذلك؟
نعم تصدرت هيئة التقويم والاعتماد الأكاديمي المشهد، وحققت العديد من الإنجازات في ميادين عدة (في الاعتماد المؤسسي، والبرامجي) في القطاعين الحكومي والأهلي... لكنها أخفقت، ووقعت في مطب مهني لا يغتفر، وأرجو أن يكون في هذا المقال ما يفتح الباب للحوار العلمي الهادئ الذي يعيد للبرامج التربوية مكانتها، وجزء مما تستحقه.
والسؤال الجوهري هو: ما الذي حققته هيئة الاعتماد السعودية من اتفاقيتها مع مجلس الاعتماد الأمريكي (CAEP)... الجواب... لا شيء؟! أقول هذا بوحيٍ من رؤية المملكة العربية السعودية ( 2030 )، التي أحسب أنها تركز على محطةٍ غايةً في الأهمية ألا وهي النظر في إنجاز (المحاسبية والحوكمة)، وقياس ما يتحقق من إنجازات عالمية وخوض غمار المنافسة، مهما كانت، وإذا لم توجد فنحن ننافس منجزاتنا، فالمنجزات هي التي تتحدث.