صيغة الشمري
بعض الناس كأنه اختار أن يكون فقيرا مع سبق الإصرار والترصد، كأنه اختار الفقر كمشروع حرص كل الحرص على متابعته ونجاحه بامتياز، صحيح أن كل شيء بيد الله والفقر في غالبه ليس عيبا ولا منقصة ولكن الموجع أن ترى فقيرا يعاني قلة الحيلة وضعف الموارد بسبب تبذيره ورعونة تصرفاته وعدم إيمانه بأهمية الادخار أو على الأقل الواقعية في التعامل مع المال مهما كان كبيرا ومهما كان صغيرا، التبذير أو صرف الأموال على شراء أشياء قد لا تستخدمها سواء كانت مواد غذائية أو غيرها هو من أهم الأسباب التي تجعلك قبل نهاية الشهر بأيام في حيرة كيف طار الراتب بهذه السرعة، من المهم جدا ضبط مصروفاتك من خلال تحديد المشتريات وتقسيمها لعدة أقسام حسب أهميتها والالتزام بالقسم الأهم فقط، من المهم جدا الالتزام مع النفس والإيمان بأهمية الادخار الشهري من أي مبلغ يأتيك بنسب تتراوح من 10 - 20 في المائة أو حسب القدرة، الكثير من الناس يحكي لك بإعجاب عن تسديده لدين بمبلغ كبير وهو لا يعرف أن سبب ذلك - بعد الله - التزامه بالتسديد مهما كانت الظروف، الخروج من أي ضائقة مالية أو ظرف اقتصادي صعب ليس له حل أهم وأجدى من الالتزام مع النفس بعدم التبذير والذهاب لخطة الادخار، لا تندفع خلف حملات التخفيضات الوهمية التي تستدرجك لصرف مبالغ لم تكن مخططا لصرفها، دع عنك إعلانات الجمعة السوداء والبيضاء والذهبية والصفراء، وإغراءات الفترة المحدودة والفرصة الأخيرة لأنها مصيدة فالإنسان بطبعه يعتبر الفرص المتاحة أكثر قيمة إذا كانت محدودة، وهذا شيء معروف من قبل المعلنين، لذا تستخدمها بعض الشركات بكثرة، لماذا تعتبرها فرصة وتشتري ما لا تحتاجه الآن؟ حاول دائما أن تتذكر بأن الغنى الحقيقي هو فيما استغنيت عنه لا في ما ملكته، لا تجعل من الكماليات أساسيات في حياتك، قم بتدوين مصروفاتك وراجعها كل أسبوع أو كل منتصف شهر وحاول مراجعتها بكل واقعية واتخذ قرارات حاسمة مع نفسك لضبط مصروفاتك بشكل علمي دقيق، جرب التدرج في تغيير حياتك المالية لكي تضمن نجاح جميع خططك بشكل مستمر ودائم حتى لا يداهمك الملل والضيق فلا تستطيع أن تلتزم بأي خطة بعد ذلك وتخرج منها جازما ألا تعود إليها، تذكر أن المحاولات الأولى في تغيير حياتك سيكون من الصعب ولكن مع الإصرار والعزيمة وتكرار المحاولات ستنجح وتخرج من النظر لنفسك كفقير وستدعو لي حينها.