في بحثها عن الإثارة وجذب المشاهدين تركز الشاشات التجارية على النجومية على اختلاف ألوانها، وتعطي لأخبار النجوم من المساحة ووقت البث ما لا يقارن مع الأوقات المتخصّصة للموضوعات الأخرى.
على أن الرياضة على الشاشات أصبحت أبزر مجال للنجومية، الإعلام المرئي يسّر سبل المتعة والمشاركة الرياضية لمليارات المشاهدين على سطح الكوكب في مختلف المباريات.
وتحوَّلت الرياضة إلى لحظات الحماس للإنجازات الخارقة والتنافس على تجاوز الذات. كما أوجدت نوعاً جديداً من الشراكة العالمية وفرضها بفضل الشاشات المتلفزة.
على أن للمسألة جانباً آخر خفياً لابد من الوقوف عنده، إذ حوَّلت الشاشات بقدرتها على البث، وانطلاقاً من أخلاقيات اقتصاد السوق الرياضية إلى سلعة يتم التعامل معها كـ»بزنس». تسليع الرياضة أصبح ظاهرة شبه كونية من خلال الشاشات التليفزيونية.
فالنجومية لم تعد تُقاس بأدائها المبدع فقط، بل كذلك بأثمانها: كم كسب النجم الفلاني؟ وكم يساوي بالمقايضات من الأندية؟ والكسب ليس بالقليل على أية حال. فما يكسه نجم عادي خلال موسم رياضي يزيد عن رواتب أساتذة كلية بأكملها من ذوي الرتب والرواتب العالية والمناصب الأكاديمية.
ومع النجومية وتسليع الرياضة بدأت تنحرف الأخلاقيات الرياضية النبيلة. وبدأت تظهر أخبار الصفقات والفضائح على مستوى الأندية واللاعبين والمستثمرين والمديرين.
وكذلك، فإن التحالف التجاري بين الشاشات المتلفزة وشركات الإعلان وإنتاج المواد الرياضية أصبح يشكّل سوقاً مالية ذات شأن عظيم.
إن نجومية الرياضة، كما نجومية الفن لم تعد غريبة عن ثقافة الربح، أما نجومية الجهد والإنتاج والعلم فتقبع في مكانها المتواضع.
بعض المفكرين يأخذون على القنوات التجارية تحولها إلى قنوات للتسلية والترفيه. وهو ما يبقيها على سطح الأحداث. ويجعل منها أدوات للتمويه وتغيير صورة الواقع. والمرح والتسلية تعليق للفكر واستسلام واستئناس بالأحاسيس السارة، ومتع اللحظة الراهنة إذا كانت هي أساس البرامج ومادتها الرئيسية.
كبريات الشركات التليفزيونية تتسابق في صناعة المتعة والتسلية.
** **
zrommany3@gmail.com