قرأت تقرير لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية (الأساكو) عن الإعاقة في الدول الأعضاء لعام (2018) فيما يخص بطالة الأشخاص ذوي الإعاقة في مقارنة بين نسب الذكور والإناث من العاطلين عن العمل وذكر التقرير النص التالي:
(تظهر أكبر الفروق في المملكة العربية السعودية، حيث يبلغ معدل البطالة لدى النساء ذوات الإعاقة (75.3 في المائة)، أي أكثر بنحو (2.3) مرة من النساء غير ذوات الإعاقة (32.8 في المائة). ونسبة البطالة بين الرجال ذوي الإعاقة (48.6 في المائة) أكبر بنحو (4.2) مرة منها لدى الرجال غير ذوي الإعاقة (11.5 في المائة).
استند هذا التقرير إلى البيانات المنشورة من هيئة الإحصاء لعام (2016) وقد تلا ذلك إنشاء العديد من المرافق لخدمة ذوي الإعاقة من أبرزها هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة في عام (2018).
وبحسب إحصائية مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة يبلغ عدد الأشخاص من ذوي اضطراب طيف التوحد أكثر من (52) ألفاً من مختلف الفئات العمرية ومن الطبيعي أن يسقط من معادلة البطالة من كان أعمارهم أقل من (18) عاماً.
المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني تستقطب في برامجها بعض فئات ذوي الإعاقة عند تناسب فئة الإعاقة مع البرنامج المقدم، وجود مثل هذه التجارب هو قاعدة متينة للتوسع في برامج أخرى تناسب بقية الفئات مثل ذوي اضطراب طيف التوحد.
يبدو أنني لم أوفق في العثور على برنامج رسمي يستهدف ذوي طيف التوحد بعد المرحلة الثانوية ويكون هذا البرنامج منتهياً بالتوظيف أو عبارة عن تدريب على رأس العمل.
ولكنني أثمن تجربة مركز التميز للتوحد بالرياض الذي أعتبره نموذجاً يحتذى به فيما يخص التأهيل والبيئة العلاجية وأتمنى أن يتكرر إنشاء مرافق مشابهة في جميع مناطق المملكة.
وبما أنه يمكننا الجزم بأنه لا يوجد شخصان متماثلان من ذوي اضطراب طيف التوحد فخصائص كل حاله نادراً ما تتقارب مع حالة مشابهة وهناك فروقات كبيرة فمنهم من يحتاج إلى ملاحظة مستمرة ومنهم من يكون أقرب إلى الطبيعي ومن هذه الخصائص ما يلي:
مشكلات التواصل الاجتماعي:
- عدم التكيف مع التوقعات الاجتماعية.
- صعوبة الانخراط في الأنشطة المناسبة للعمر.
- صعوبة المبادرة بأي تفاعل.
- لا توجد مشاركة لاهتمامات ومشاعر الآخرين.
- عدم التواصل البصري بالعين ونبرة الصوت وتعبيرات الوجه.
- صعوبة التظاهر باللعب والخيال.
- صعوبة البداية في إنشاء محادثة أو تحاور بسيط.
السلوك التقييدي:
- الإفراط في التعامل مع البيئة الحسية.
- التركيز على اهتمامات غير عادية.
- الكلام المقلوب أو المتكرر.
- مقاومة شديدة لتغيير الروتين.
- التقيد المفرط بالروتين.
- أنماط سلوكية متكررة.
من خلال النظر بتفاؤل في هذه الخصائص غير العادية نجد أنه يمكن استغلالها بما يتناسب مع أصحاب العمل شريطة وجود التأهيل المهني المناسب.
وعند الحديث عن التأهيل المناسب لذوي اضطراب طيف التوحد فمن الضروري تصميم البرامج بشكل فردي على يد مختصين متمرسين في بناء برامج التكيف الاجتماعي لذوي الإعاقة وخصوصاً ذوي طيف التوحد مع الأخذ بالاعتبار البيئة التدريبية المناسبة حسياً والمهام الوظيفية التي يؤهل لها المتدرب من ذوي طيف التوحد.
عندما اطلعت على أهداف برنامج تنمية القدرات البشرية الذي أطلقه سمو ولي العهد استبشرت كثيراً في ولادة سيل من البرامج التي تستهدف ذوي الإعاقة لجعلهم أشخاص مستقلين بأنفسهم قادرين على العمل والاندماج في المجتمع وأنا على ثقة بأن هناك خططاً واعدة تستهدف التوظيف وخفض معدل بطالة الأشخاص ذوي الإعاقة وذوي طيف التوحد بشكل خاص.
كما أن صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - على السياسة الوطنية للمسح الوطني لذوي اضطراب طيف التوحد يؤكد على اهتمام حكومتنا بجميع فئات الإعاقة وخصوصًا الأشخاص ذوي طيف التوحد، ويفتح الآفاق للباحثين والمهتمين بالحصول على بيانات دقيقة كما أنه يوفر العناء الذي يلاقيه أولياء الأمور في مراحل التشخيص ويوفر البيئة المثالية لمقدمي الخدمات التي تتوافق مع المعايير الدولية المعتمدة.
كما أن إلزامية إجراء الفحص على الأطفال أقل من (24) شهرًا وتوحيد آلية وأدوات التشخيص لها بالغ الأثر في رسم مسارات التوجيه للحصول على أفضل النتائج العلاجية والإرشادية.
** **
المصادر:
مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة.
لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية ESCWA.