الفساد في الأرض من شيم المجرمين وطبيعة المخربين وهو حقاً سعي دنيء وعمل رديء ينافي الفطرة ويغضب المولى عز وجل لذلك فهو يمهد طريق أصحابه إلى خزي الدنيا وعذاب الآخرة يقول الله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }.
هؤلاء المفسدون كُثر ولا يخلى منهم مجتمع ونسمع بوضيع أعمالهم يومياً فمنهم المختطف والقاتل والإرهابي ومن أعمالهم المنتشرة مؤخرًا الاحتيال المالي بكافة أساليبه فكل يوم يطل علينا محتال بثوب جديد وطريقة مبتكرة يقع ضحيتها الكثير، إلا أننا لا نبرح أن نسمع بجريمة يرتكبها مفسدو الأرض إلا ويمنّ الله علينا بخبر القبض عليهم قبل أن يجف حبر أخبار أعمالهم. كل يوم نسمع ما يشفي صدورنا من حراك بواسل رجال الأمن في القبض على هؤلاء وإحالتهم للنيابة. الشكر لن يوفيهم حقهم فمهما نطقت الألسن بأفضالها ومهما خطت الأيدي بوصفها تظل مقصرة أمام علو همتهم وسمو أعمالهم فكل الحب والوفاء وأجمل عبارات الشكر والتقدير تسبق حروفنا وتنهي سطورنا لكم. أنتم بالفعل نجوم براقة وشموع تنير الدروب فصنع الجميل يوجب الود.
بقي أن نقوم بدورنا كأفراد في المجتمع بالحذر من هؤلاء المحتالين والذود عن الوطن فلا نكون ضحية تلاعبهم وغدرهم ومكرهم والوقوع في شباكهم فكن حصيناً ولا تستجب لأساليبهم وتوجه للجهات الأمنية للإبلاغ عنهم ولا تتعامل مع أي جهة إلا بعد التأكد من أهليتهم ونظامية أعمالهم وكن كيس فطن فعلينا مسؤولية التحقق والتيقن والتواصي بيننا فلا نقع ضحية لهم ونتأكد قبل أن نتأسف.