د.عبدالعزيز الجار الله
قدمت هيئة التراث خبرًا موسعًا من مدينة الأفلاج جنوب العاصمة الرياض بثته وكالة الأنباء السعودية ونشرته مع وسائل الإعلام صحيفة الجزيرة يوم الثلاثاء الماضي بعنوان: التراث تكشف النتائج المبدئية للتنقيبات الأثرية في قصيرات عاد.
واللافت في خبر تنقيبات الأفلاج أن المكتشفات أشارت بالسياق بشكل أو بآخر إلى أن هناك ربطا بين أقوام عاد التي عاشت زمن النبي هود عليه السلام في وقت مبكر من التاريخ الحضاري للبشرية، والتي ما زال البحث قائما عن قوم عاد التي ورد ذكرها في القرآن الكريم وورد ذكرها هود عليه السلام بعد ذكر آدم وإدريس ونوح بعده هود وصالح، ثم النبي والرسول إبراهيم وذريته من الأنبياء والرسل من إسماعيل الرسول العربي الذي جاءت دعوته في منطقة الحجاز بمكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية وحتى خاتم الأنبياء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم النبي والرسول الذي أرسل للعالمين حيث انطلقت رسالته في موطن إسماعيل بمكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، وأنبياء آخرون ليس من ذرية وسلالة إبراهيم ورد ذكرهم في القرآن الكريم.
إذن تاريخ قوم عاد الذي لم يحدد مكانهم، وهل هم قوم أو أقوام لهم عدة أماكن وليس كما يشار لهم في أحقاف حضرموت في اليمن؟ والأحقاف تعني الرمال العالية، فالجزيرة العربية فيها العديد من الرمال المرتفعة منها: الربع الخالي والنفود الكبير والدهناء والجافورة والبيضاء والمظهور، وحتى في خارج الجزيرة العربية في مصر ورمال الصحراء الكبرى في الشمال الإفريقي وغيرها.
ونخلص إلى القول بأن الربط بين بقايا الجدران الطينية في الأفلاج والقائمة حاليا أو التنقيبات قرب العيون ليست لها صلة بقوم عاد حتى تطلق عليها هيئة التراث اسم قصيرات عاد وتستمر بالتسمية، والهيئة جهة رسمية وعلمية يجب عليها التوضيح بشكل مباشرة بأن آثار قوم عاد وهي القبيلة الموغلة في الزمن وسابقة بآلاف السنين ليس لها ارتباط بالحفريات والمجسمات التي تنفذها، أما تقديم المادة مجردة من تصحيح المعلومات فهذه إشارة إلى أن هناك ربطا بين الموقع وقوم عاد ويؤكد ذلك اسم الموقع قصيرات عاد وقربها من الأحقاف التي تقول المصادر اليمنية أنه مكان قوم عاد، أيضا أشارت الهيئة إلى أن قصيرات عاد معاصرة لموقع الفاو في محافظة وادي الدواسر دون ذكر شواهد المعاصرة، وبالمقابل تاريخ الفاو يعد تاريخا حديثا بالنسبة لقوم عاد، فالفاو يعود إلى الفترة 200 قبل الميلاد، و200 سنة بعد الميلاد، وهذا الزمن لا يتوافق مع تاريخ قوم عاد المبكر في تاريخ البشرية وهذا الغموض بالمعلومات قد يزيد في التعقيد وهنا مسؤولية هيئة التراث في التوضيح والفصل بين ثقافة الجماعات البشرية.