عبدالمحسن بن علي المطلق
.. ومن قلب محب صادرات، أوجههن تلقاء من فتّق عنهن، وأخرج من جعبتي.. حولهن ما أكننت شيخنا (الجامع بين اللغة والحديث) ومناحٍ أوتي نصيبًا أحسبه مفروضًا، إلا أنه قلمّا يغرق فيها د.صالح بن سعد اللحيدان..
وكأنه يحاكي ما فعله الخليل بن أحمد في وضعه (عروض الشعر)، فبسط لذاك -الثقيل السبيل..- أن يسلكه الكسيح، وينهجه المقعد، ويُرفد بين سياجيه المتردد، وكأنه يمهّد مستبقًا- ما فعله (البخاري) مثلاً بعمل ناصع في الحديث، بارزا بما توجّه نحله.
ثم اتبع سببا- اللحيدان- مشبعا ما طرق وذلكم بالجزيرة عدد 17859، تحديداً (الملحق الثقافي) تحت بنط عريض
«المؤرِّخون.. الموهبة تتولّد»، ب:
((وابن إسحاق وابن هشام وابن منقذ وكذا الإمام ابن جرير إبان ظهورهم يوم تدوين التاريخ.. )) الخ، لينتهي ضربه الأمثلة في البخاري، فمسلم -رحمهم الله-
كما وظهر في الفقه(1) من الأئمة الأربعة وانتهاءً بأحمد بن حنبل.. في ظهورٍ للتخصص مثل الزبر، مما كان زمامًا في سلك القوم ما تفرّدوا به قبل غيرهم(2) ف..( أجادوا)
وبحسب شهادة الأمة حين وقفوا الصدور عليهم لا سواهم.. إلا نزرا
وللعلم حين تقول عن نص نبوي قد صححه البخاري، هنا لا تحتاج أن تذكر بعده- أي البخاري - من اتفق معه على هذا التصحيح، وهل يُسند صنيع الفاضل بالمفضول؟!(3)
ولعل هذا (التخصص) هو ما نوّه له أستاذ برع بهذا العصر في هذا المقام وأعني به «ابن لحيدان» حين يمهّد له من جانب جعل من بعدهم يثق بما يصنع، ومن ثم يجيد ما نحى له بقوله ((رأى - أي من يوم ذاك-أبوذئب وشعبة بن الحجاج وأيوب السختياني إلى أن بلغ «الرازيان» أبو زرعة وأبو حاتم.. وغيرهم، منتهيًا إلى إثبات: أن التخصص في علم دون سواه يجعله أقرب إلى الصواب ويقوده صوب التنويع غير المسبوق)).
وهذه المعلومة كتوطئة/ قاعدة بنى عليها إعلام لوجه ما انصرفوا إليه، فأحسنوا منذ احترفوا ما تخصصوا به ليسوق لنا- مدللا- على أمثال تضرب بهم الأمة الأمثال حمدًا لصنيعٍ.. هو على ما سواه متعال/ما ((تمخض عن ذلك نتائج جعلت الرواية وجعلت الأخبار في مسلك لا يتجاوزه أحد كود أهله ذلك حتى لا تختلط الرواية والخبر والأثر حتى يتميز الخطأ من الصواب والصحيح من الضعيف))، ومختتما كـ(حامد) للتخصص، وبخاصة أن صحب أصحابه من مهارة به.
هذا..، وإن كان من استلحاق طفيف على حبيبنا - ابن لحيدان-الذي لطالما فتح الأذهان على مبتكرات علمية، بحسب اطلاعي قليل من نوّه لها، بما لا ألفاه قد غض طرفه عما صنيع أستاذ الأساتذة وهرم الحكمة صلى الله عليه وسلّم.. يوم قال{ أرحَمُ أمَّتي بأمَّتي أبو بَكْرٍ، وأشدُّهم في دينِ اللَّهِ عُمرُ وأصدقهُم حياءً عُثمانُ، وأقضاهُم عليُّ بنُ أبي طالبٍ، وأقرأُهُم لِكِتابِ اللَّهِ أبي بنُ كَعبٍ، وأعلمُهُم بالحلالِ والحرامِ مُعاذُ بنُ جبلٍ، وأفرضُهُم زيدُ بنُ ثابتٍ..}، رواه الترمذي وغيره، وأن آية (فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ..) مبيّنة ذات الآية العلّة، والمبتغى من هذا المطلب (.. وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122)التوبة، ما يعني أن هذا أولاه ديننا عناية فائقة.. على نحو ما يستحقّ
وإلا فمن قال بكل شيء وخاض بكل أمر سالكًا كل فجّ فهو أشبه بحاطب ليل إن لم يكن مدّعيًا!! ولا أجد مزيدًا أبلغ به القول.. أن ((التخصص يولد القدرات الفذة في مجاله لا سيما إذا لقي تحفيزاً ولقي تأييداً..))؟
و/ راجيًا..
أن لا يكون صدر ثنائي بالشيخ -صالح - هدمه في ثنايا مما ذكرت...
... ... ... ... ...
1) وهو (استخراج الأحكام من النصوص الشرعية)
2) و..هذا ما أخذ عُرفا (الابتكار) البناء على غير مسبوق!
3) وهل الأستاذ بحاجة (.. من شفاعة) ما يسند على تلميذه.. بما يقول؟!