إن تقابلا صدفةً يحدث هذا الحوار بينهما:
- هاه ماذا تريد؟
- لا شيء سوى أنك مجرّد هاء في الكلمة
- أتسخر مني؟!
- معاذ الله، لكنك مهما بلغت من مراتب تبقى هاء في آخر الكلمات.
- هذا صحيح لكن لم ولن تستقيم الكلمة سوى بي فأنا الهاء وإن تأخرت فالهاء لا يضرها إن تقدّمت أو تأخرت إبداعا!
هذا حِوارٌ افتراضي كتبته لأثبت من وجهة نظري أن الهاء أصلٌ وأساسٌ من مراتب الكلام ومناصب الكتابة، لأن الهاء معلومٌ إعرابها في آخر الكلمة غالبا تكون متحركة لتفيد القارئ لفظا ومعنى وكما قيل من علماء الإعراب متقدّم لفظا ورتبةً
فتأخّرها هو مصدر قوتها حرفا ومعنى في مجمل الكلام والكتابة خصوصا في القصّة....
وسآخذكم معي في رحلةٍ قصصيّة شاعريّة وسأتركُ لكم حريّة التعليقات بجودة أو رداءة ما قرأتم من هذه القصّة التي تبدأ بحِوار خيالي بين رجل وأنثى والهاء هي الباحث والمحرّك بينهما:
قالت : ........ ما هالفراغ؟
قلت: اكمليه
قالت: لماذا؟
قلت: دعيه، وبحرفك اقذفيه، وفي بحري قاوميه، وبعينيك اسرقيه
قالت: أنا مشغولة
قلت: حروفي متقاطعة وبذكائك ظفريه
قالت: قلبي مقفل يا فتى
قلت: بحبي فجريه
قالت: ثرثرتي تؤلمك
قلت: من عيني استلهمه وشٍعري وشَعري سرّحِيه قالت: يكفي أن أتابع نصوصك عن كثب
قلت: ولجت قلبي منذ زمن فهي لي وطن، وعلى سفينة حُبْنا احمليه
قالت: أنا زرقاء اليمامة
قلت: وأنا الحجاج ذو العمامة
قالت: ضاحكة: رقبتي زرافة
قلت: وبحبري أقطعه فهل تستطيعين أن تقطعيه؟
قالت: صمتي ذَهَب
قلت: وحرفي من ذهب وبيدي جرديه
قالت: خلاص انتهى يا عاشق البنات
قلت: انتهى وان استطعت بدليه!!
قالت: سأتابع ما تكتب واستحلب مناه
قلت: بعيدة عن عينيك هي في قلبي تسكن هواه
سطر وفاصلة
سيرة شجن
عطري
وبقايا من ذكرياتٍ
تحن
صرخة ألم من بائس محطم
يرن
لاح في الأفق وارتمى في حضني
وعقلي يجن
وروحي تهرول بداخلي بعد انقطاعِ
ترقص مختالة على أوجاعي
تعال خذ ما شئت من الهوى
من خارطة فكري أو سجن
يُسَنّ
يكفي دموعي
ولذكريات من عودة
وسحب من عنبر عوده
وغالبا يظن
** **
- علي الزهراني (السعلي)