زكية إبراهيم الحجي
ليس هناك أدنى مبالغة عندما أقول فاضت كأس الرياض وطفح الكيل يا أحزاب لبنان.. وعندما أشير إلى «أحزاب» ولم أقل حكومة لبنان فذلك يعني أن فتيل الالتهاب التاريخي الطائفي دائماً ما يقف حجر عثرة في وجه تشكيل حكومة لبنانية متفق عليها من قبل الأحزاب كافة ولا تزال المعضلة قائمة إلى يومنا هذا لأن منظومة الزعامة تابوات تاريخية تتوارث عرقلة المسارات السياسية والصراع على المقاعد الوزارية ومؤسف أن يحدث ذلك على وقع إطلاق شعارات جوفاء عن التعايش السلمي بين الطوائف المختلفة والمفاخرة إعلامياً بالتنوع اللبناني والتشدق بذلك بينما الواقع يشير إلى تعصب حزبي وطائفي وتقاذف الاتهامات بين الأطراف الحزبية والتعنت الذهني والمذهبي لطبقة سياسية دائماً ما تجتمع باسم الديمقراطية في مقاعد سلطة اسمية وتتباعد وتتخاصم خارج المقاعد إلى أن وصل لبنان إلى ما وصل إليه اليوم ووقع الحكم في قبضة حزب الله الذي يدين بالولاء لإيران والطاعة للولي الفقيه.. إن صعود حزب الله في الداخل اللبناني وهيمنته على أغلب مفاصل الدولة اللبنانية لا يُستشرف منه سوى مصلحة النظام الإيراني الذي لم تسلم منه العراق وسوريا واليمن.
لا أعتقد أن لبنان سيطوي صفحة المواجهات المذهبية والصراعات المستمرة منذ عقود وهذا أمر ليس بجديد وقد اعتاد عليه المجتمع العربي وغير العربي لكن أن يتطور الأمر ليصل إلى التدخل في الشأن الداخلي للدول الأخرى ودول الخليج العربي والتطاول عليها وخاصة المملكة العربية السعودية التي كانت وعلى مدى سنوات وسنوات الساعد الأيمن للبنان وشعبه تدعمه مادياً وتتولى بناء المساكن والجسور في الجنوب اللبناني وغيرها من المناطق التي دُمرت خلال حربه مع إسرائيل هذا خلاف الودائع المالية التي تودعها السعودية في البنك المركزي اللبناني هنا نقول لا.. ثم لا يا أحزاب لبنان وعلى رأسهم الحزب الإرهابي حزب الله التابع لإيران الذي ما فتئ يتطاول على السيادة السعودية..تجاوزات متكررة وإساءة تتبعها إساءة من تصريحات أطلقها وزير الخارجية اللبناني السابق خلال حوار تلفزيوني إلى اتهامات باطلة توجه إلى المملكة العربية السعودية إلى تهريب المخدرات وأخيراً حلقة جديدة من تصريحات مرفوضة جملة وتفصيلاً أطلقها وزير إعلام لبنان جورج قرداحي حول الحرب في اليمن ناهيك عن تسريبات مستهجنة لوزير خارجية لبنان الحالي تسريبات تردد صداها بشكل واسع وقوي عبر مختلف وسائل الإعلام..
إن الوضعية اللبنانية التي باتت تحت سيطرة حزب الله الإرهابي التابع لإيران لم تكن بالأمر الجديد بل توسعت دائرتها بازدياد التراكمات المسيئة للمملكة العربية السعودية حتى بلغت مبلغاً لم نشهده ما دفع الرياض إلى اتخاذ حزمة إجراءات تجاه لبنان نتيجة عدائها وتجاوزاتها المتكررة على المملكة العربية السعودية فقد فاضت كأس الرياض وطفح الكيل يا أحزاب لبنان.. وآخر العلاج الكي.