أهداني الإعلامي والمهتم بالتاريخ الوطني والكشفي مبارك بن عوض الدوسري مرجعاً تاريخياً، ومعلومات موثقة مجموعة في كتابه «زيارة الملك سعود الملكية للنويعمة».
الكتاب تميّز بأسلوبه العالي؛ مستوى وتأثيراً وتشويقاً، ويصف زيارة الملك سعود الملكية للنويعمة، من حيث احتفال النويعمة بتلك الزيارة وأحداثها والمكارم التي أمر بها جلالته -رحمه الله- أو التغطية الإعلامية الصحفية لتلك الزيارة بالصور والأشعار والقصص والمعلومات التاريخية، وكأنك تعيش تلك الزيارة على الواقع، وتشاهدها مشاهدة العين. لذلك لن أكون مبالغًا إذا قلت إن تلك الزيارة ورغم مرور نحو سبعة عقود، إلا أنها لا تزال الحدث الأهم في تاريخ المركز، تتناوله أجيال بعد أجيال وتتحدث عن تفاصيله، وكأنها جميعها شاركت وحضرت ذلك الحدث التاريخي، حتى أصبح البعض يؤرخ التاريخ بها.
زيارة الملك سعود للنويعمة جميلة في وصفها وجمالها وعبق تاريخها، حيث حصل للنويعمة والتي تعد أحد مراكز محافظة وادي الدواسر الخير الكثير أثناء وبعد زيارة جلالته -رحمه الله-، ولا عجب في ذلك فهو منهج ثابت أرساه المؤسس للدولة الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه-، حيث أصبح نهجاً ثابتاً يتوارثه الأبناء عن الآباء، يتفقدون أحوال المواطنين ويقفون على ما من شأنه رفعة وتنمية هذا الوطن.
كما اشتهر مركز النويعمة في وادي الدواسر بذيوع شخصياته التاريخية التي لها ارتباط بالزيارة، مثل عبد الله بن محماس آل سويلمة المتوفى عام 1395هـ، وكذلك مبارك بن عبد الرحمن آل مهنا المتوفى عام 1397هـ وغيرهم من أبنائها المسؤولين عن ضيافة جلالته، ومازال الانتماء وتقدير القيادة الرشيدة متأصل في مركز النويعمة وأهلها، وكذلك الكرم المستمر الذي يعايشه ويشعر به كل من زار النويعمة وعرف أهلها الكرام. الكتاب يبرز كل ما تريد معرفته عن زيارة الملك سعود للنويعمة، هو كتاب ينبغي اقتناؤه وقراءته، لمعرفة تفاصيل تلك الزيارة ببصمات التاريخ.
من قرأ الكتاب مرة فسيجذبه القيادة الرشيدة -أيدها الله- بنبلها الوجداني وتواصلها الحميم وإدراكها لمعنى القرب من مواطنيها وفضاءاته ونزوعها نحو التميز والتطور والازدهار، وسيعيد القراءة مرّات ومرات.
وأخيراً، كل الشكر والتقدير للمؤلف الفاضل، على هذا التدوين التاريخي الجاذب عن زيارة جلالة الملك سعود للنويعمة، ويقيني الراسخ بأن التاريخ هو إرث الشعوب والحضارات.