مها محمد الشريف
لا بد هنا من الإشارة إلى أن المعيار الذي حققته الرؤية المستقبلية 2030 جعل الكلام لطيفاً مفعماً بالأمل، والتفاؤل يراعي الفرق بين الطموح وتحقيق الإنجازات على أرض الواقع، ويؤدي إلى الملاءمة والتوافق بين الإبداع والابتكار، وهذا ليس بالأمر السهل، فالرؤية المستقبلية 2030 قيمة عميقة تضفي مزيداً من الاهتمام، وتقدم قيمة أكبر من الاستثمار، هيأت الشباب قلباً وقالباً ليكونوا شركاء في التنمية وفي القيادة الحقيقية لنهضة هذا البلد المعطاء الذي يزخر بالثروات المتنوعة، ويحمل مسؤولية عصر جديد يعزز الكفاءة والشفافية والوحدة الوطنية، فقائمة المستجدات في الحياة القادمة تعتمد على العمل الدؤوب من الفرد والمجتمع.
إن الرؤية المستقبلية تعتمد على تنويع مصادر الدخل بمشروعات ضخمة وكبيرة، فمن الضرورة ذكر ما تحقق من هذه الرؤية الطموحة، فمع كل إنجاز ومشروع عملاق بتفاصيله كافة، يخبر به سمو ولي العهد في القنوات الفضائية وعبر وسائل الإعلام وعرضه بالصوت والصورة لكي تصل المعلومة مباشرة دون وسيط، يخاطب الشركاء في التنمية بما تحقق من أهداف الرؤية في القطاعات الحكومية والمؤسسات العامة والخاصة، من أجل الاستفادة بالأرقام وليس بالكلام فقط ليشهد العالم هذا النجاح والعزيمة والإصرار على أرض الواقع، ففي التعليم، التطوير أساس يطبق على المدارس الفنية كي تكون بيئة تعليمية مُشوقة وجاذبة للطلاب، واعتماد أحدث الأساليب التعليمية والنظريات التربوية في المدارس العامة، حيث تضمنت رؤية 2030 في التعليم مبادئ عدة أساسية، لتجعل من التعليم في المملكة العربية السعودية نموذجاً رائداً يُحتذى به.
وكذلك الصحة تألقت الجهود المبذولة في تطوير القطاع الصحي، الذي كان يعد أحد الأبعاد الاستراتيجية لبرنامج التحول الوطني، من خلال التصدي لجائحة فيروس كورونا المستجد.
وقد كان لبرامج تحقيق رؤية المملكة 2030 دور مهم ومحوري في مواجهة المملكة لآثار الجائحة صحياً واقتصادياً واجتماعياً، وتجاوز الأزمة بكل تحدياتها.
وتطوير الاقتصاد وجميع التخصصات وبرامجه ومشاريعه وتنويعه وتخفيف الاعتماد على النفط، حيث أطلقت المملكة العربية السعودية رؤية السعودية 2030 مرتكزة على العديد من الإصلاحات الاقتصادية والمالية، والتي استهدفت تحول هيكل الاقتصاد السعودي إلى اقتصاد متنوع ومستدام مبني على تعزيز الإنتاجية ورفع مساهمة القطاع الخاص، وتمكين الطاقة المتجددة، وخلق حلول موفرة للطاقة تعتمد على ما تقوم به من عمل مستدام مثل الطاقة الشمسية، مطالب الغذاء والمياه، الصحة، الأنواع: صناعات زراعية ومركبات وإنشاءات ورعاية صحية وكهربائية واستهلاكية وشمسية.
فالأصل في التطوير تحسين ومعالجة الاقتصاد، فإذا اقترن هذا التطوير مع الخطط المستقبلية 2030 التي قدمها الأمير محمد ستوفر فرصاً ضخمة للاستثمار، تكون المملكة قادرة على إدارة اقتصاد العالم بكفاءة عالية ومنتجات النفط من خلال أوبك، لا شيء في العالم يساوي المثابرة وتحقيق الأهداف، ففي كل سباق تنطلق صافرة البداية، وتستعد الفرق المشاركة لخوض هذا السباق وهذه الرؤية ستؤهل الجميع للفوز.
فالمشاركة السياسية والاقتصادية لهذه الخطوات والأدوات تبني جسراً للعبور إلى المستقبل بخطى ثابتة تتناسب مع متطلبات المرحلة الجديدة، وما طرحه سمو الأمير هي مهمة خاصة للجيل الجديد الواعد، بعد تأهيله ثقافياً وتوسيع مداركه لاستشراف المستقبل كشريك فاعل ليس في تنفيذ وتفعيل الرؤية فحسب، بل في صناعة قرار المستقبل، والذي سيبدأ من داخل المدرسة لينطلق برؤية 2030 إلى العالم الأول بفكر وعزم سعودي خالص.
فمن المهم أن تدرك حجم الاستعداد وفكرة الطموح إلى مستقبل صناعي جديد تستثمر تقنية المعلومات والتعايش بإيجابية في بيئة خصبة تنبت الاستقرار والقدرة على الإنجاز، وتنمية مستدامة لقطاع اقتصادي يواكب التطورات في الأسواق العالمية، على اعتبار أن الإنسان ذات طامحة في نطاق التأثير، تعمل على تحسين أدائها وخلق مواقف ملهمة تتغلب على كثير من المصاعب، وتبحث عن المعرفة تقديراً لما لديها من خيرات وثروات قادرة على جذب الاستثمار العالمي لها وتحقيق المكاسب الكبيرة التي تضمنتها رؤية الأمير محمد بن سلمان، فكل ما حولنا يبشر بحياة كريمة للحاضر والمستقبل.