عثمان بن حمد أباالخيل
يموت الإنسان وينقطع عمله في الحياة انقطاعا كلياً لكن هناك أناساً تعود لهم الحياة بعد مماتهم، وأناساً أحياء يتبرعون بأعضائهم وهم على قيد الحياة، وبمشيئة الله سبحانه وتعالى تعود الحياة لإنسان آخر هو بحاجة لذلك التبرع. فخورون بالمركز السعودي لزراعة الأعضاء الذي رؤيته (بناء نموذج رائد عالمياً لزراعة الأعضاء والتبرع بها) ورسالته (الدعم والتمكين لتطوير نظام شامل وفعال للتبرع بالأعضاء وزراعتها) أما القيم التي يؤمن بها فهي (ترتكز قيمنا على التعاطف والمساءلة والعمل بروح الفريق الواحد والتفوق إضافة إلى الشفافية). المركز يهدف إلى تنظيم إجراء عمليات نقل وزراعة الأعضاء وحفظ الأعضاء وتطويرها للمحافظة على الحياة البشرية وحماية حقوق الأشخاص الذين تنقل منهم أو إليهم الأعضاء البشرية. وخلال الفترة الماضية بلغ عدد المتبرعين 17.534 والعمليات الناجحة بلغت 9.268 وبلغ عدد المنتظرين للتبرع 20.971.
وفي مسألة التبرع بالأعضاء من حيث الحكم الشرعي فقد صدر القرار رقم 99 في تاريخ 6 -1-1402هـ من هيئة كبار العلماء واضحاً بجواز نقل عضو من إنسان إلى إنسان آخر وذلك بنقل عضو أو جزئه من إنسان ميت إلى مسلم إذا اضطر إلى ذلك وأمنت الفتنة في نزعه ممن أخذ منه وغلب على الظن نجاح زرعه في من سيزرع فيه كذلك جواز تبرع الإنسان الحي بنقل عضو منه أو جزئه إلى مسلم مضطر إلى ذلك.
وتشمل عمليات الزرع الشائعة الكلى والقلب والكبد والبنكرياس والأمعاء والرئتين والعظام ونخاع العظام والجلد والقرنيات.
من خلال قراءاتي ممكن لشخص متوفى إثر موت دماغي وقلبه لا يزال يخفق إنقاذ حياة تسعة أشخاص: القرنية إلى شخصين والرئة إلى شخصين والكلية إلى شخصين والقلب لشخص واحد والبنكرياس لشخص واحد والكبد لشخص واحد.
إن ثقافة التبرع بالأعضاء من المتوفين دماغياً وقلبياً ومن حوادث السيارات تؤدي إلى إنقاذ حياة العديد من المواطنين والمقيمين وإعادة الأمل لهم ومنحهم حياة جديدة وتقليص عدد الذين ينتظرون المتبرعين.
إن التبرع يتيح فرص الشفاء ورسم الابتسامة على شفاه تألمت طويلاً جداً. حمداً لك يا الله. إن التبرع بالأعضاء صورة من صور التكافل والتعاضد في داخل المجتمع السعودي. شكراً تطبيق «توكلنا» و»المركز السعودي لزراعة الأعضاء» حيث بلغ عدد المسجلين للتبرع 194 ألف مواطن ومقيم. قال تعالى {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم}.
إنني أدعو المثقفين والفنانين والشخصيات العامة المؤثرة والإعلام بصفه عامه لتبني حملة «الوعي بثقافة التبرع بالأعضاء» والإقدام على التسجيل بها لحث المواطنين والمقيمين على التبرع بالأعضاء والتسجيل في تطبيق (توكلنا).
هناك 28 مركز زراعة أعضاء في مختلف مدن ومحافظات مملكتنا الغالية التي تقدمت من المركز الخامس إلى الثاني في عام 2019م فيما يخص التبرع بالكلى.