عبدالعزيز بن سعود المتعب
أُبتلي الشعر الشعبي من سنين طويلة بمن يدّعون نسبة قصائد غيرهم لهم بكل بجاحة وكذب مؤسف -والشعر منهم براء- إسوة بمن يشترونه في سوق خزي مهزلة تسليع المشاعر المكشوفة فلم يعد الأمر سراً يخفى على أحد، وكل ما أشرت إليه قضايا أشخاص وليست قضايا شعر وبالتالي لا يُعنى بها كل جاد يسمو بالشعر الشعبي الراقي إلى مكانته الحقيقية اللائقة به كجزء من الأدب الشعبي (القصيدة - المثل - القصة) إلاّ أن - المُضحك المُبكي- ما صُدم به كثيرون من محبي الشعر الشعبي الخالد مؤخرا حيث أقدم أحدهم ممن قدّم نفسه للساحة الشعبية على أنه - شاعر خليجي ..!- عبر قناة فضائية» مُشَاهدة» على سرقة قصيدة للشاعر الكبير سليمان بن شريم - رحمه الله- (1300 - 1363هـ) وقد غنّاها أكثر من فنان سابقا والإشكالية في رصد مثل هذه التصرفات المتمثلة بهذه السرقة أن القائمين على هذه القناة ومثيلاتها من بعض القنوات الأخرى «لأسبابهم « يأتون بمن لا يفقه في التراث والموروث كمذيع غير متخصص لذا مرّر عليه الضيف - المتشاعر- كذبته بنسبة أبيات الشاعر الكبير له ولأن (حبل الكذب قصير) فقد فضحت أمر هذا الكاذب مفردة في القصيدة حيث غاب عن فطنته أن (الطعيميه) هي المقبرة القديمة لمدينة الشعر والشعراء في محافظة عنيزة التي وظفها الشاعر الكبير سليمان بن شريم -رحمه الله- في القصيدة بقوله:
عفا الله عنك ياللي جيت له ظميان وأسقاني
من اللي كنّه اللولو بعود الراك مجليّه
أنا والله ما أبدّل عشيري بواحدٍ ثاني
مادام الشمس تظهر بالسماء وتداور الفيّه
وإلى منه نساني وانكر العشره وخلاَّني
أعدّه واحدٍ واسيت قبره (بالطعيميه)
- وقفة: للشاعر بدر الحويفي الحربي - رحمه الله:
وإن كان ما قولي على حق ومْصِيب
يرفع نداه اللي ينقّد مقالي
أمَّا عن اللي يجهله ينفض الجيب
وألا فتح باب النقاش لجدالي
وأخاطبه بأسلوب هادي وترحيب
إلاّ ليا شفت القبيل انفعالي
أجنّبه مالي بحبله مقاضيب
هو ضيّع الحكمه وأنا وش غدالي