من لاهب الياس والوحشة ولَفْحْ الهجيرْ
وعواصف الحزن لا ملجا ولا من ذرى
جيتك من أقصى المداين يا رجاي الأخير
ليلة سنا بارقك بين الجوانح سرى
أخيل من لهفتي روضة حنان وعبير
غيمة، وشرفة، وترنيمة، ولذة كرى
بسمة صباح، ولحن شرقي، وضحكة غدير
ترسم تدفق رهيف الشوق لحظة جرى
همس العشايا وخصلات الجديل الحرير
يميل قدام لحظة ثم تهايل ورى
والركض والروض يضحك والقراح النمير
يطيب بَهْ كل جرحٍ مبطيٍ مابرى
وعذب التناجي وذعذاع الهبوب العصير
واللي طرى لي،على بالك ضحكت،وطرى
وأنته تهصر غنَجْ ما بين لَثّ ومسير
وأقرا تفاصيلك اللي مالها أحدٍ قرا
وكلٍ يداري رضا خلّْه والأحلام غير
إن قلت لك وش ترى لبيتني! وش ترى
غبنا عن الناس عن دنياً مداها قصير
ولا نشدنا عن العالم وش اللي جرى
كان اندفاعي جنوني رغم عرف المصير
طبيعةٍ ما تغَّير لو زرى من زرى
أنسقت يا مصغر الدنيا، لحلمٍ كبير
ناش الثريا وتلَّه واقعه للثرى
واليوم أعد الثواني جانب الزمهرير
رهن التبلّْد بعد سدّْ السكوت أنفرى
يا خاوي الحس كابرت الحقيقة كثير
وسريت ليل الجليد وكان ما ينسرى
والسالفة طولت بين العمى والبصير
يا أعمى شعور وبصيرة لو عيونك ترى
ولو ما حصل منك خير، أقول وادع بخير
ذكرى غريبين كانوا فالزمان قصرا