منال الحصيني
ما قيمة الحياة بين قائمة أعمال اليوم والتزامات الغد.
وما قيمة نفسك عندما تجدك تائهاً في مفترق طرق الحياة.
في الحقيقة هناك أشخاص وجدوا أنفسهم في الأربعين والبعض وجدوها في فترة الشباب وآخرون بعد سن الشباب بسنوات طويلة، لكن لكي يصبح المرء ذا حكمة بالغة وقدرة على التفكير والسير قدماً يجب عليه أن يكتشف نفسه في وقت ما.
لكن ثمة أمورًا تجعل منه شخصًا متكاملاً قادرًا على اتخاذ الأحكام والقرارات الموضوعية السليمة فمن حسن الحظ أن تمتلك تلك الخبرة الأساسية لاكتشاف نفسك ومعرفتها مبكراً في هذه الحياة.
والأجمل من ذلك حينما يُساق لك الحظ بشكل قدري على يد أحدهم كمعلم ناصح أو قريب محب، قد شد انتباهي قصة ذلك الطفل شديد الذكاء حينما عانى اليتم والفقر في عمر صغير مما اضطر أُسرته إلى أن تجعله مكتفيًا بتعليم ابتدائي، كي يصبح متفرغًا لإعالة إخوته، حينها لم يتوان معلموه عن شحذ همته ومساعدته للعودة للتعليم لما رأوا فيه من سمات النبوغ.
أكمل مسيرته التعليمية، كان أحد العشرة الأوائل على مستوى المملكة، اتجه لاستكمال دراسته في الخارج وأصبح من أشهر جراحي «الوجه والفكين» في العالم.
في العظمة من ساقتهم الأقدار ليجعلوا من ذلك الطفل المهزوم رجلاً، وشدوا على يديه ليتعرف على إمكانياته فهذا هو التعليم الحقيقي.
لكن الأعظم أن تعرف كيف تجد نفسك، وتعرف جيداً أنك «تستطيع إذا اعتقدت أنك تستطيع».