عبد العزيز الهدلق
فزتم ببطولة آسيا 2019، كما فاز بها زملاؤكم من قبل في أجيال سابقة كالثنيان وسامي والشلهوب والتمياط والدعيع وآخرون. واليوم أمامكم فرصة تاريخية لم تتهيأ لغيركم لتكتبوا أسماءكم كجيل حالي بماء الذهب وبشكل غير مسبوق. ولم يحدث لأي جيل من أجيال الكرة السعودية عبر تاريخها بالفوز بالبطولة للمرة الثانية وبلوغ العالمية للمرة الثانية. يا له من مجد، ويا له من تاريخ. هو بالنسبة لأي لاعب كرة حلم لا يراه إلا في المنام، ولكنه بالنسبة لكم أصبح حقيقة قريب المنال.
اكتبوا اسماءكم على صفحات المجد.
افعلها يا سلمان، كن في المقدمة واصطحب زملاءك لصعود القمة، التي سيجد غيركم صعوبة في بلوغها. ستبقى أسماؤكم خالدة سنين طويلة وعهود مديدة خالدة ومضيئة في صفحات تاريخ الكرة الآسيوية والسعودية.
أنت يا سلمان القائد وعليك مسؤولية كبيرة في قيادة فريقك وزملائك وتحفيزهم، وتذكيرهم بأهمية المباراة، فالإنجاز قريب على ملعبكم وبين جماهيركم، وكل الظروف مهيأة لكم، وبقي فقط دوركم وجهدكم، ولا تتيحوا لأي ظروف داخل المباراة أو خارجها أن تحول دون تحقيقكم أملكم، وأمل جماهيركم، وأمل كل الشعب السعودي، وعلى رأسه القيادة حفظها الله.
انتم على بعد 90 دقيقة من مجد كروي عظيم سيحفظه التاريخ لكم ولأبنائكم ولأحفادكم، ولكل أجيال الكرة السعودية والآسيوية.
احذروا يا سلمان من شعور التفوق الاستباقي، أعطوا الفريق الكوري حقه من الاحترام، فهو منافس شرس، ويملك نفس النسبة من احتمالات الفوز.
واعلموا أن جمهوركم يثق فيكم، وسيملأ كل مقاعد استاد الملك فهد، وستهتف 60 ألف حنجرة لكم في الاستاد وستخفق ملايين القلوب من أجلكم خلف الشاشات، يريدون منكم ثلاثة أشياء فقط: الجهد والعطاء والتركيز الذهني، والتي إن حضرت فالكأس لكم، والمجد لكم، والتاريخ أنتم من يكتبه.
زوايا
** نهائيات كرة القدم لا تعترف بالترشيحات المسبقة، ولا بالتفاؤل المفرط أو التشاؤم الممقوت، الفوز فيها يقف على ثلاث ركائز أولها الحضور الذهني، ثم الجهد والعطاء، وثالثها التوفيق.
** دخول أي مباراة بشعور الفوز مسبقاً هو بداية الخسارة، وهناك فارق كبير بين التفاؤل والثقة وبين الشعور المسبق بالفوز وضمان النتيجة.!!
** لا يمكن التقليل أبداً من فريق بوهانج الكوري، فهو بطل هذه المسابقة ثلاث مرات، ويقف على قمة أبطال هذه البطولة بالمشاركة مع الهلال، وفريق هذا تاريخه يستحق الاحترام ولا يؤمن جانبه.
** بعض الهلاليين بالغ في حرصه وتخوفه وصار يتابع تحركات لاعبي الهلال، أين ذهبوا ومع من اجتمعوا، وهل سهروا!؟ إلى درجة أنهم أدخلوا الخوف في نفوس الكثيرين من أن هناك تهاوناً واستهتاراً، وهذا غير صحيح أولا من قبل اللاعبين ولم يحدث منهم أي تهاون، كما أن هذه الممارسة من أولئك الهلاليين ما كان لها أن تظهر وتنزع ثقة الجماهير من اللاعبين، فاللاعبون على مستوى عال من الوعي والادراك والاحساس بالمسؤولية، ويعلمون تماماً أهمية المباراة.
** عيون الهلاليين ستتجه اليوم نحو سالم وسلمان وقوميز وموسى ما ريغا لترجيح كفة الفريق وقيادته نحو البطولة، وأنا سأجعل بيريرا في مقدمة أولئك، فهذه المباراة فرصته الكبرى لتقديم شيء يكافئ من خلاله الهلاليين على مشاعر المحبة الطاغية التي منحوه إياها منذ قدومه.
** أسلوب اللعب الشرق آسيوي التقليدي يقوم على الارتداد السريع، والتصويب على المرمى من مسافات بعيدة، وعلى الكرات العكسية من الأطراف، وإذا منع لاعبو الهلال لاعبي بوهانج من هذه الألعاب فسيكون الفرح الليلة أزرق بإذن الله.
** هناك رأي لفضيلة الشيخ عبدالله المطلق حفظه الله لمن يشجع فريقًا خارجياً ضد فريق من بلاده، يمكن لأي مشجع يقف ضد الهلال الليلة أن يشاهده ويستمع إليه عبر اليوتيوب.
** مشاعر الأشقاء الخليجيين والأخوة العرب مع الهلال هذه الليلة جعلتهم سعوديين قلباً وقالباً.