الإعلام رسالة وأمانة وعندما يحيد الإعلام عن الهدف والاستقلالية فإنه يؤدي إلى نتيجة عكسية ويضرب مصالح الناس وخاصة الإعلام المحلي بعدم مراعاة المصلحة العامة ومصلحة الناس خاصة الذين لا يستطيعون إيصال صوتهم للمسؤولين حال حدوث بعض السلبيات أو نقص الخدمات الضرورية لديهم، في هذه الحالة يكون قد فقد مكانته وأصبح من العبث أن يسمى إعلاماً أو سلطة رابعة لأنه لا يملك سلطة معنوية للبحث والرصد والمراقبة.
الإعلام في هذه الأيام فُتحت له الآفاق، ينقل الخبر بالصوت والصورة في لحظات وفي استقلالية تامة، فهو إعلام اللحظة وذلك عبر وسائل التواصل الحديثة، فهي منصات حرة ومتاحة للجميع، لإبداء الرأي، لكن يجب على الإعلامي ألا ينقل خبراً أو يخط قلمه إلا صدقاً، وفي سبيل المصلحة العامة ودون الإضرار بالآخرين، أو مس الثوابت الدينية أو اللحمة الوطنية، لأنها خطوط حمراء لا يصح تجاوزها، وألا يجامل أي صحفي أو كاتب فيما يكتبه أحد مهما كان والمسؤول يجب أن يكون متفهماً ومدركاً للصحافة والإعلام كافة في النقد الهادف البناء الذي هدفه المصلحة العامة وتلمس متطلبات المواطنين والوقوف على احتياجاتهم، ووضع الخطط الاستراتيجية لإيصال تلك المتطلبات والاحتياجات حسب الظروف. ومتى ما كان الهدف سامياً وخدمة المواطن ووضع المسؤول وتقوى الله نصب عينيه فإنه سوف يقدم ما يريده، ويخدم المنطقة التي كلف بالعمل بها. وحيث إن الهدف من الوزارات والإدارات الحكومية معلوم وهو خدمة المواطن في مكان سكنه، فإن هذه الخدمة هي ما يتمناها أي مواطن، وهي مطلب كل مواطن يسكن أي شبر من بلادنا الغالية والعالية بإذن الله.
وعندما لا يتجاوب المسؤول مع الإعلام ويتحاشاه، ولا يردّ على اتصالات الإعلاميين، خوفًا منه أن يوقعه الإعلامي في مأزق، فهذا يدل على أن لديه خللاً في عمله يخشى إظهاره للرأي العام، لذلك يتهرب من الإعلام، علماً أن هناك توجيهات من قيادتنا الرشيدة بضرورة تجاوب الإدارات الحكومية مع وسائل الإعلام، وفي الحقيقة إن هذا التجاوب يضع أساساً متيناً لعلاقة سوية بين المسؤولين في الأجهزة الحكومية والوسائل الإعلامية بما ينتج عنه تنوير الرأي العام، والبعد عن تضليله، كما أن على الوسيلة الإعلامية التحلي بالمصداقية والواقعية في نقل الأخبار وعدم التسرع حتى لا تقع في الشائعات وعلى المسؤول أن يرد رداً واضحاً حسب التساؤل الموجه إليه.