فدوى بنت سعد البواردي
السياحة قطاع حيوي في بناء المجتمعات ونمو الاقتصادات. وإستراتيجية وزارة السياحة، كجزء من رؤية 2030، تهدف إلى إعادة رسم خارطة السياحة في المملكة، وتعزيز الثراء والتنوع السياحي والتراثي والحضاري الذي تتمتع به المملكة، مع ربط ذلك بتجربة الزائر الذي يتنقل بين وجهات المملكة السياحية، متلمساً قيم الضيافة التي يتمتع بها شعب المملكة. كما تهدف الاستراتيجية إلى تنمية رأس المال البشري من خلال توفير مليون وظيفة بنهاية عام 2030م، ووضع التشريعات والأنظمة واللوائح اللازمة لتطوير قطاع السياحة بالمملكة.
كما أن شعار وزارة السياحة يتسم بالترحاب والحفاوة، وهو شعار «أهلاً بالعالم». ومن خلال ذلك الشعار، تظهر جهود وزارة السياحة في بناء الشراكات في القطاع السياحي مع دول العالم، وتعزيز مكانة وحضور المملكة العربية السعودية في المؤتمرات والمحافل والمعارض العالمية، وكذلك الترويج لحضارة المملكة محليًا ودوليًا، من أجل جذب السائحين إلى المملكة.
وجميع تلك الجهود تسهم في تحسين جودة الحياة، وتنوع مجالات التعليم والتدريب، وزيادة فرص العمل لأبناء وبنات الوطن في القطاع السياحي، والحد من الفقر، وزيادة الاستثمارات الأجنبية داخل المملكة، وتوفير بيئة استثمارية جاذبة للمستثمرين. ومن ثم، يؤدي ذلك التقدم إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمملكة من خلال نمو وازدهار الاقتصاد الوطني بشكل مستدام.
كما أطلقت وزارة السياحة برنامج «معسكر رواد السياحة»، وهو برنامج تدريبي لتمكين رواد ورائدات الأعمال ذوي الأفكار المبتكرة في القطاع السياحي من بناء مهاراتهم الريادية، وتحويل أفكارهم إلى مشروعات سياحية مبتكرة قابلة للتطبيق، وذلك ضمن إستراتيجية الوزارة لتطوير القدرات البشرية السياحية في المملكة.
وحيث إن البيانات تُعد هي نفط العالم الحديث، وتبرز أهميتها في جميع القطاعات بما فيها القطاع السياحي، فيُمكن استثمار البيانات الهائلة عبر جمع مجموعات كبيرة من البيانات الرقمية المتعلقة بالمناطق السياحية بالمملكة، بما في ذلك المدن والأماكن التراثية والمعارض الفنية ومناطق الترفيه والمتاحف والفعاليات، وإعداد زائريها. ويمكن كذلك جمع وتخزين وتحليل وتصنيف تلك البيانات بما فيها البيانات المصورة والتي تتضمن صور ومشاهد الأماكن السياحية والتراثية وغيرها، وعرضها بهدف الترويج من خلال منصات رقمية تصل لأعداد كبيرة من المهتمين بالقطاع السياحي داخل المملكة وخارجها.
وكذلك، فإنه ومن أدوات استخدام تلك البيانات الضخمة هو ابتكار وبناء العديد من التطبيقات والخدمات التي تعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي لتعزز من نجاح القطاع السياحي وريادة الأعمال، من خلال عرض تلك البيانات في مواقع الإنترنت أو تطبيقات الهاتف المحمول بشكل يُسهل للأفراد والسائحين البحث عن الفعاليات والمناطق السياحية للذهاب إليها، واستخدامها من قبل الجهات المخولة من أجل تحليل تلك البيانات الضخمة والتنبؤ المستقبلي بالمؤشرات الناجحة لتشجيع السياحة وتعزيز التراث الوطني والترويج الناجح للقطاع السياحي، محلياً ودولياً.
** **
- خبيرة تقنية وتخطيط إستراتيجي