إبراهيم بن سعد الماجد
التخبط الإعلامي الذي تعيشه بعض الكيانات، خارج المؤسسات الصحفية السعودية، يقودنا إلى التوقف مليًا أمام واقع المؤسسات الصحفية، تلك المؤسسات التي كان لها دور مؤثر وكبير من خلال الصحف التي تصدرها، سواء منها اليومية، أو الأسبوعية (المجلات) بما تطرحه من تحقيقات، وحوارات، ومقالات، كانت ملء السمع والبصر.
حوارات الصحف، ومقالات كتابها على مختلف مشاربهم، لا ينكر أهميتها أحد.
وقبل أن يقول قائل كان هذا في زمنٍ مضى، أما اليوم فالوضع مختلف، نقول: إن الأحداث المتتابعة، والخطوب المتعاقبة، أثبتت للعيان أن المدافع الصادق والنزيه، والوطني بامتياز هم إعلاميو الصحف، وكتابها، وأن كل ما يحصل الآن مما يمكن أن نسميه عبث إعلامي هو نتيجة شبه الفراغ للصحف التقليدية، وتقهقر بعض كتابها، نتيجة شعورهم بتهميش دورهم! هذا الدور الهام والكبير الذي كانوا يقومون به، في تفاعل مباشر بين هذه الصحف ومؤسسات الدولة المختلفة، وما كان يقوم به محررو ورؤساء تحرير هذه الصحف من دفاع عن قضايا الوطن المختلفة.
الصحافة السعودية تعتبر خط دفاع مهماً للوطن، ومنبر رأي قوياً، وساحة رأي يستقي منها المسؤول وجهات وتوجهات المجتمع، التي تأتي إليه دون عناء بحث أو دراسة.
لقد أثبتت الوسائل الإعلامية المختلفة أنها مهما عملت، تبقى قاصرة في أن تسد فجوة الصحيفة بكوادرها المختلفة!
الضمور الذي تعيشه صحفنا اليومية مؤلم ومحزن! فمصلحة وطننا توجب علينا الدعوة إلى تمكين هذه الصحف لتقوم بدورها الذي عُهد عنها، وهذا لا يعني أننا لا نؤمن بهذه الثورة الإعلامية الكبيرة في مجال الإعلام، بل إننا نرى أن هذه الثورة ستكون خير معين للصحافة الورقية ومؤسساتها لإيصال رسالتها بالشكل المؤمل منها.
إن الأمر يستدعي نهضة كبرى لهذه المؤسسات، ولهذه الصحف، ليعود كادرها الذي عُرف عنه مهنيته ووطنيته، التي تتحطم عليها أراجيف المرجفين، وأباطيل المبطلين، بدورهم الكبير والمؤثر.
الأحداث أثبتت كما أسلفت أن الصحافة الورقية هي ما يمكن أن يعتمد عليه في إسكات أصوات أعداء الوطن، المتناثرين على وجه البسيطة.