سهوب بغدادي
في الوقت الذي تسعى فيه وزارة السياحة بالاهتمام بالقطاع السياحي بجميع نواحيه في المملكة العربية السعودية، من خلال تنظيمها وتنميتها والترويج لها.
كما تعنى بتعزيز دور قطاع السياحة انطلاقًا من تواجد البيئة السياحية الثرية بالآثار والمواقع الجديرة بالزيارة بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030 بحسب الاختصاص للوزارة في هذا النطاق بغية خلق هوية حقة محلياً وعالمياً، وتنويع مصادر الدخل بمعزل عن النفط ومشتقاته، وغيرها من الانعكاسات الإيجابية على الوطن.
من الآنف ذكره، يتضح أن المكان أحد العناصر الجوهرية لقيام السياحة، فكلما كان المكان لافتًا ازداد الوفود إليه، وبعبارة أخرى يتجلى عنصر البيئة في هذا الصدد، من خلال عناصرها ومقوماتها التي تنطلق من قيام وزارة البيئة والمياه والزراعة حيث تعد ثلاث وزارات في واحدة، نظرًا لتداخل العناصر مع بعضها البعض وتأثيرها بذلك في أحدها أو جميعها. وتدخل البيئة من خلال مكوناتها النبات، والحيوان، وغيرها في تحديد جودة الحياة ورقيها، إذ إن التحكم بها وبمخرجاتها وحمايتها وتقنينها من دلالات نجاح إدارتها وبالتالي نجاح النطاقات الأخرى المرتبطة بها، واختص في هذا النسق موضوع القطط التي نراها على الطرقات سواء كانت حية أم (غيرها) وهو الأمر الذي لا أحب أن أذكره أو أراه في طريقي للعمل أو التنزه، لطالما رأينا هذه المشاهد حتى اعتادها البعض، لكن مع الانفتاح السياحي للمملكة إقليمياً وعالمياً قد نغفل هذا الأمر الثانوي في خضم النجاحات والفعاليات الخاطفة للأنظار، فالسائح يقيم البلد التي يزورها من منطلقات عديدة، وتختلف نظرة السائح الخليجي عن الأوروبي تباعًا، وفي هذا السياق دراسات واستطلاعات متعددة في حال الرغبة بالاستزادة، إن مشهد القطة المدهوسة على الطريق أو التائهة من أصحابها لأسباب كثيرة منها قلة الوعي أو الإهمال أو تلك التي تتواجد بشكل طبيعي في الأحياء أمر غير مقبول لدى بعض السياح من ثقافات أجنبية، وهو الأمر الذي لا يقبل لدى جماعات إنقاذ الحيوانات والملاجئ والمبادرات التي تعمل لسد الفجوة الفكرية والعملية، لذا يتجلى دور الوزارة المفصلي في إيجاد برامج التعقيم والإطلاق كما نرى في الخارج، وتعميم مفهوم الملاجئ ودعم المبادرات الفردية والمجموعات التي تعمل في ذات النطاق وأخيراً وليس آخر تقنين ظاهرة ونشاط البيع للحيوانات لما فيها خروقات وانتهاكات لحقوق الحيوان المتعارف عليها عالميًا، فضلًا عن النشاطات الفردية التي تستخدم الحيوان كمصدر ربح سهل وهي نشاطات غير المصرحة وتنشط على منصات التوصل الاجتماعي دون حسيب أو رقيب وأشدد على تصريح هذا النشاط، بضوابط حسب المتعارف عليه من أصالة الحيوان وفصيلته وليس الشكل فقط الذي يحول المفهوم العناية بالحيوان الأليف إلى آخر سطحي يهتم بالمظهر متناسين بذلك الممارسات غير النظامية.
ومن ناحية أخرى متصلة، نجد أن حوادث المشاة تتكرر خلال الفترة القريبة لزيادة الأنشطة وعودة الحياة الطبيعية بعد جائحة كورونا، إذ يعد إيجاد خطوط مشاة وجسور للعبور أمرًا لا بد منه وبشكل عاجل بالتزامن مع انطلاق فعاليات موسم الرياض النوعية، فسنشهد إقبالًا غير منقطع من الخارج والداخل فيستحسن خلق التجربة المتكاملة في المرافق وحولها والمؤدية لها.
ختامًا، كل ما نراه من تقدم وازدهار مدعاة للفخر والاعتزاز، وإن هذه الأمور الثانوية قد تكون موطن للتصيد وغيرها من التداعيات السلبية، حيث إننا عاصرنا اهتمام المملكة بالبيئة من خلال المبادرات الأخيرة التي أطلقتها بالتماشي مع الاهتمام والتوجه العالمي لهذا الملف وغيره من الملفات ذات الأهمية والتأثير المباشر وغير المباشر، لذا نُكبر الجهود المبذولة ونطمح للأفضل وهذا ما اعتدناه ولله الحمد.