عبده الأسمري
بين الرعي الباكر بحكم «الطبيعة» والسعي الزاهر بواقع «التطبع» ربط بين عمق الطفولة وأفق البطولة.. ومن هضاب أبها مروراً بسواحل جازان وتلال الطائف ورمال نجد وجبال لبنان وصقيع لوس أنجلوس كتب «نجاحاته» رغماً عن «جغرافية» حتمية فرضتها «الظروف» وأسس «انجازاته» باحترافية مهنية أنتجتها «المناصب»..
تجاذب مع «اليقين» وانخطف إلى «الحنين» في سنوات «عمر» كان «الصبر» فيها يمثل دهرين أحدهما للثبات والآخر للتحول..
حول ضروريات»الترحال» بين المدن وتداعيات «الانفصال» بين الأبوين وحيثيات «الانتهال «من التجارب إلى مواد «خام» صنع منها «عواطف» الصغر وواجه بها «عواصف» الكبر ليبقي «الشموع» خلفه مضيئة في مسارب عبرها بروح التحدي وتجاوزها ببوح التصدي فكانت «سيرته» خبرة «ناطقة» في أًصداء «الجد» وتجربة «جلية» في آفاق «البر».
إنه أمين مجلس الوزراء السابق المستشار في الديوان الملكي معالي الأستاذ عبدالرحمن السدحان أحد أبرز رجال الدولة وصناع التنمية في الوطن..
بوجه مفعم بالنشاط وساطع بالتواد مع عينين واسعتين تنضخان بالدراية وتقاسيم خليطة من «الود» و»الجد» تتقاطر منها سمات «التسامح» وتتعالى وسطها صفات «الصلاح» وكاريزما «أنيقة» تعتمر الأزياء الوطنية المتكاملة على «تشكيل» شماغ مرسوم بأناقة ثابتة وصوت أًصيل نبيل تنبع منه عبارات «رسمية» واعتبارات «تنموية» على طاولات الاجتماع وأمام منصات «القرار» ومفردات فاخرة تتلألأ من «ثقافة» شخصية مذهلة تتسامى في كلمات زاخرة تكاد ترى بالبصر.. ولهجة بيضاء تجمعت من الأصول الأولى واكتملت في الفصول المثلى تستند على «مخزون» لغوي مناطقي يحاكي اتجاهات الوطن الأربعة ومحيا بشوش عامر بالابتسامة يرفل بالألفة والشهامة قضى السدحان من عمره عقوداً وهو يوظف مناهج الإدارة العامة ويؤسس معاني الإصلاح الإداري ويدير الاستشارات التخصصية ويحمل «أجندات» مجلس الوزراء وينظم «تفاصيل» التنمية ويكتب عناوين «النماء» محاضراً وقيادياً وأميناً عاماً في متون «التميز» وشؤون «الامتياز» اسماً ورمزاً اقترن بالوفاء الوطني وارتبط بالاستيفاء المهني.
في أبها ووسط منزل متواضع ولد من أب نجدي وأم عسيرية وانطلق الفرح في أحياء المدينة المتجاورة في القلوب قبل الأماكن. تربى السدحان صغيراً مكللا بنصائح والده مجللاً بحنان والدته وركض بين أحياء الطبجية واليمانية والخشع والنمصا وشمسان ملتحفاً «بياض» الضباب ومتوشحاً «رداء» المطر مخطوفاً إلى صفاء «السريرة» في وجوه العابرين ونقاء «الجيرة» في معاقل الساكنين..
تشربت نفسه «الوجاهة» الأولى في مسؤولية أبيه الذي قدم إلى «عسير» منتدباً من الملك عبدالعزيز في «مهمة» مؤقتة ثم جذبه «المكان» ليثبت الوجهة» إلى استقرار تجاري وأسري بدأ بالسكن ومر بالزواج واكتمل بالتجارة.
درس السدحان في مدرسته العتيقة المطلة على «ساحة البحار» وكان يسابق «الزمن» للتعلم من كل «اتجاه» يشاهده فكتب «أمنياته» الأولى على «كفوفه» الصغيرة وهمس بها في «آذان والديه» وخطها بقلم «رصاص» في أوراقه ولهج بها «أنشودة» ذاتية ممتلئة بحرارة «الحماس» الذي كانت له بمثابة «الدفء» في مساءات عسير الباردة..
تجرع» السدحان» مرارة «الابتعاد» الباكر بين أبيه وأمه فكان «الابن» البار الذي وزع عاطفته بالتساوي والسليل «السار» الذي كسب طاعته بالتراضي..
وظل «يرعي» الأغنام صباحاً ثم يحفظ جزء «عم» ليلاً والذي كانت مكافأته وليمة شعبية من جده لأمه فكانت أولى «هدايا» النجاح التي أفضت إلى نجاحات متعاقبة جناها بسر «البساطة» واعتلاها بجهر «التنافس».
واصل والده أعماله التجارية فرحل معه على ظهر «جمل» عبر جبال شاهقة وسهول مضنية إلى جازان ثم انتقل عبر «سيارة» بريد إلى الطائف ثم تنقل كثيراً ما بين جدة ومكة والجنوب في «سفريات» تجارية كان فيها «رفيق» أبيه وظل وسطها «حبيب» والدته ليواجه سطوة «الآلام» بحظوة «الأحلام» التي ظل يؤنس بها «وحدة» الاغتراب ويعمق بها «جادة» الصواب..
انتقل السدحان إلى لبنان حيث تشكلت في وجدانه «ملامح الغد» و»مطامح» المستقبل ثم عاد إلى الرياض والتي انطلقت منها خطوات «المثابرة» وتجددت فيها وثبات «المصابرة» حيث اختارته وزارة المعارف ليكون من أوائل المبتعثين إلى «أمريكا» حيث نال منها درجة بكالوريوس الإدارة من جامعة كاليفورنيا عام 1968 ثم نال الماجستير مع مرتبة الشرف من ذات الجامعة عام 1970 ليعود إلى أرض الوطن وفي يمناه «تلويحة» العز» وفي يسراه «لائحة» الاعتزاز» ليبدأ الركض في ميادين «المسؤولية» حيث التحق بمعهد الإدارة العامة في الفترة من 1390 - 1395 باحثاً ومحاضراً في الإدارة والعلاقات الإنسانية ثم تعين سكرتيراً للجنة العليا للإصلاح الإداري فمديرا للبحوث والاستشارات وعضوا في لجنة تحرير مجلة الإدارة العامة ثم عين مستشاراً إدارياً بديوان رئاسة مجلس الوزراء عام 1396 حتى 1397 ثم أمين عام مجلس الخدمة المدينة من عام 1397 حتى عام 1416 ثم تم تعيينه نائباً للأمين العام لمجلس الوزراء من 1416 وحتى عام 1426 ثم صدر مرسوم ملكي بتعيينه أمينا عاماً لمجلس الوزراء بمرتبة وزير في 2 - 3 - 1426 ثم صدر الأمر الملكي في ربيع الأول عام 1438 بتعيينه مستشاراً بالديوان الملكي بمرتبة وزير.
اعتاد الوزراء في «حقبة» السدحان على تلك الروح المرحه التي كان يوزع ثمارها ببذخ وذلك الوهج البشري التنموي الذي أثرى به جنبات «المجلس» الأول في صناعة «النماء» وتعود موظفي الأمانة العامة لمجلس الوزراء على حس قائدهم وإحساس رئيسهم وهو يحمل حقيبته الممتلئة بخبرات «السنين» غارساً في «نفوس» زملائه «ثواب» الإنجاز ومستلهماً من «طموح» موظفيه «مثوبة» المنجز في «توليفة» إدارية واءمت بين «حرص «الكفاءة» لبناء» صرح» الإجادة في التخطيط والتنفيذ..
اشتغل السدحان باكراً بالصحافة وكتب في عدة صحف وامتهن الكتابة ولا يزال حيث إنه كاتب ذو «مقام» مختلف يكتب بمداد «الخبرات» وينتج «سداد» المسرات في مقالات اتسمت بالشفافية وتوسمت بالإخلاص وانتهجت «الإبداع»..
شارك السدحان في عشرات المؤتمرات والندوات المتخصصة في الداخل والخارج في مجال تخصصه ومناصبه.. وألف عدة كتب في مجال الإدارة والسيرة والفكر..
عبدالرحمن السدحان.. وجه العلا وواجهة المعالي الذي ملأ «مكانه» بمنهج «الأثر» وعزز «مكانته» بمنهجية» التأثير ليكون «الرقم» المؤثر في شأن «القامات» والاسم «البارز في متن «المقامات»..