م. بدر بن ناصر الحمدان
أعتقد أنك في هذه اللحظة التي تقرأ فيها هذا المقال قد استكملت طلب إجازة من عملك يوم غد الثلاثاء 23 نوفمبر، أو على أقل تقدير قمت بالتنسيق مع مديرك للعمل عن بعد في هذا اليوم، المهم أنك أخبرته بأنك لن تحضر إلى مقر العمل من أجل التحضير لمساء «أزرق» لا يتكرر كثيراً، حينما يتصدى النادي الآسيوي الأول «الهلال السعودي» لمهمة زعامة «العالمية الثانية» للقارة الصفراء.
يقول النجم الفرنسي السابق ميشيل بلاتيني إن «كرة القدم ثقافة»، وهذا يعني أنها مجموعة من القيم الإنسانية التي تجعل منها مقصداً للشعوب باختلاف ثقافاتها، ويمنحها «رمزية» طاغية على مستوى حياة الناس، لذا يمكن القول إن مساندة «الهلال» في هذا المحفل العالمي هي «ثقافة وطنية» للتعبير عن دعم ممثل الوطن.
الأمر الآخر، كل ما قد تقوم به بيئات العمل من صناعة التحفيز لموظفيها طوال العام لقيادة التغيير المعنوي بداخلهم يمكن تحقيقه في يوم واحد، إذا ما تبنّت إدارتها تهيئة يوم 23 نوفمبر ليكون يوماً مفعماً بكرة القدم منذ ساعات العمل الأولى، وتجعل من المكان مشهداً أزرق بروح سعودية خالصة، فلا شيء يعادل أن يفوز النادي العريق بدوري أبطال آسيا للمرة الثانية، سيكون يوماً تاريخياً آخر.
لكل القياديين استثمروا هذا اليوم من أجل التغيير، والتحفيز، والانتماء، هي فرصة استثنائية لبناء صورة ذهنية داخلية عن منظمتكم، ثمة أدوات وتفاصيل صغيرة يمكن استخدامها في بيئة العمل قد تُحدث أثراً كبيراً داخل أعضاء الفريق لا يمكن توقعه، وستحتفظ به ذاكرتهم مع كل يوم تُستعاد فيه أحداث هذه المواجهة الرياضية.
اصنعوا التاريخ مع الهلال.