د.عبدالعزيز الجار الله
مناورات التمرين العسكري المشترك في الإمارات (المصير 1) بين القوات البرية السعودية والإماراتية التي تجري هذه الأيام، وأيضا مناورات تمرين الخليج التي تنفذت في 7 - 18 نوفمبر الجاري 2021 بمشاركة القوات البرية السعودية، والقوات البرية الكويتية، وقوات أمريكية، هذه المناورات ليست موجهة لأحد إنما تهدف إلى رفع مستوى الجاهزية القتالية للقوات البرية والمزيد من كسب الخبرات والمهارات القتالية، كذلك الاستعداد للدفاع عن دول الخليج العربي وأمن المنطقة.
كانت دول الخليج قبل عام 1979م أي قبل ثورة الملالي تعمل حسابات مطولة لإيران حين كان الشاة يحكم البلاد فقد نصب نفسه جندي وعسكري الخليج القوي الذي تخشاه دول الخليج العربي، فقد كانت قوات الخليج قليلة العدد وتجهيزاتها ضعيفة وتسليحها متواضعاً، وبالمقابل كانت إيران تتباهى بقواتها وتستعرض في سلوكها العسكري، وتتمادى في جولاتها البحرية، وفقد احتلت ثلاث جزر إماراتية دون أي اعتبار، وباستمرار كانت تتجاوز المياه الدولية لدول الخليج، والمياه الاقتصادية للدول المحيطة دون أي مبرر، فهي القوة الأقوى في الخليج العربي.
لكن في السنوات الأخيرة انقلبت الموازين في منطقة الخليج العربي من أواخر الثمانينات الميلادية فقد حدثت أمور عدة منها:
- تم لجم وكبح طموح وادعاء إيران بأنها أقوى قوة في الشرق الأوسط، عندما هزمتها العراق في مواجهة استمرت ثماني سنوات، خسرت فيها الجيش والسلاح والتنمية وتحولت دولة ميليشيات تحصرها العديد من الدول الغربية وأمريكا.
- خسرت إيران حرب اليمن 2015 م فقد دخلت الحرب في اليمن من عام 2011 مع بداية ثورات الربيع العربي لدعم الجماعة الحوثية حتى انقلب على السلطة الشرعية، فدعمتها بالسلاح والميليشيات والطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، لكنهم اصطدموا بقيادات جديدة بدول الخليج استعدت لهذه اللحظة بالقيادات والسلاح والخطط والرغبة في وقف تمادي إيران ووضعها داخل دائرة الخطر وتحت التهديد، فانقلبت إيران والحوثي يجرون أذيل الهزيمة والخزي والعار، وأعادتهم قوات التحالف في اليمن إلى كهوف الجبال والاختباء بين المدنيين في صنعاء، لقد قلب التحالف الموازين وأعاد الشرعية للحكومة الحقيقية.