صبار عابر العنزي
«التخبيب» هو إفساد الحياة الزوجية، بقلب المرأة على زوجها، أو قلب العامل على سيده، ومعنى قلب المرأة على زوجها، أي تودد شخص أجنبي لها، و تقرب منها حتى أفسد حياتها الزوجية بغرض الزواج منها بعد أن يقع الطلاق، وهو فيروس من فيروسات الحياة الزوجية وآفة من أشد آفات المجتمعات، هذه الآفة باتت تهدد بعض الأسر لما لها من آثار سلبية، وعواقب وخيمة، هذه الآفة يفعلها بعض الناس بقصد أو بغير قصد، ويجهلون خطورتها، عدها العلماء بأنها باب عظيم من أبواب الكبائر، وهي من أعظم الوسائل التي يفرح بها الشيطان، فبسببها دبت الخلافات والمشاكل بين الأسرة وكم من العلاقات الزوجية انتهت بالطلاق وكم من الأزواج من نشبت في قلوبهم العداوة والبغضاء والكراهية.
ويعتبر التخبيب من أخطر الأسباب في هدم استقرار كيان الأسرة ووقوع حالات الطلاق بالمجتمع وهو جرم عظيم ومن كبائر الذنوب، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَببَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا، أَوْ عَبْدًا عَلَى سَيِّدِهِ) ويكثر هذا في مجالس النساء مع الأسف ويكون سبباً في إفساد الكثير من البيوت، أيضاً الكثير من الأمهات غير الواعيات يكن سبباً في خراب بيوت بناتهن أو أولادهن، وهناك حالات كثيرة تسببت في طلاق الكثير من النساء والرجال، سواء كان القصد التفريق بينهما لتشتيت الأسرة لهدف مادي أو اجتماعي أو بقصد الزواج بأحدهما بيد أن أكثر من يقع فيه من النساء وذلك من خلال مجالسهن سواء بالتعميم في سب الرجال أو التخصيص وهو نوع من الخداع والغش، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن غر كريم، والفاجر خب لئيم)..
ومن أهم أسبابه ضعف الوازع الديني وضعف الثقافة الحقوقية لدى الزوجين أو أحدهما، وإفشاء أسرار البيوت وكشف المستور وذلك يعد من أخطر الأسباب وحيث نرى تساهلات في هذا الجانب، وعدم فهم المعنى الأساسي للزواج وعدم مراعاة قدسية الحياة الزوجية وخصوصيتها والسماح للغير بالتدخل بها، وبوجود وسائل التواصل الاجتماعي التي تُظهر الجانب المشرق من الحياة، انتشرت بين الأزواج مسألة المقارنة وعدم الرضا والقناعة، والحقد والحسد، عادة ما تكون الشخصية المحرضة محبطه ومرت بتجربة قاسية جداً، وتسعى إلى تعميم تجربتها على غيرها.
إن المخببين لهم دور كبير في تقييض جدران البيوت المستقرة فيحيلونها بتدخلاتهم إلى قبور موتى باردة المشاعر أو نيران مشتعلة من المشكلات التي لا تنتهي إلا وقد هتكت نسيج الأسر, والمخبب هو إما شخص محرض بشكل مباشر بهدف إثارة المشكلات بين الزوجين لغاية في نفسه أو لتحقيق مصلحة ذاتية كتخبيب الصديقة صديقتها أو الأخت أختها أو حتى الصديق والأخ مع الأخ والصديق فيعملون جاهدين على أن يمنى الآخرون بما منوا به من الخيبات...
وقد يكون أحياناً بغير قصد الإفساد كتخبيب الأم ابنتها أو ابنها ضد الشريك بزعم أنها تقوم بتوعية ابنتها وتقوية شخصيتها وبالتالي مزيد من الحظوة عند زوجها، والمخببون أيا كانوا وبأي شكل هم محرضون ورافعو لواء الفرقى سواء بشكل مباشر كالأهل والأصدقاء أو بشكل غير مباشر (مستتر) كالمسلسلات والمقاطع والقنوات التواصلية التي تظهر خضوع الزوجة ذُلاً وإخلاص الرجل بلادة وتحط من قيمة الصبر والتحمل والتجاهل والتغافل...
ومن حق أحد الزوجين رفع دعوى التخبيب في النظام السعودي على كل شخص يسعى ليحرض عليه شريكه، وأن أي عبارة تؤدي إلى التحريض يمكن أن تُقام ضدها دعوى تعزير, وهنا من حق المتضرر ان يلجأ إلى المحامي المختص لإثبات الدعوى أولاً ومن ثم رفع القضية، إن تلك القضايا سببت كثيرٌ من المشكلات في الحياة الزوجية بين الزوجين، أو إفساد العلاقة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي عبر الانترنت، وبالتالي ينتهي التخبيب بدمار الأسرة...
وفي الفترة الأخيرة وجدنا وزارة العدل تصرح عن وجود الكثير لمثل هذه القضايا لذلك تعتبر من الجرائم التي يجب أن يُعاقب عليها النظام والتعامل معها بشكل جدي وحاسم لتجنب تفكك الأسرة.