صيغة الشمري
المسؤولية الاجتماعية تجلت في أبهى صورها من خلال مؤسسة محمد بن سلمان «مسك الخيرية» -حفظه الله-، تلك الخطوة التي خطاها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد قبل نحو 10 سنوات لغرس فكرة ذات أثر مستدام تستثمر في قدرات السعوديين ومستقبلهم، وتشجيع الإبداع والابتكار فكانت البذرة الأولى لـ«مسك الخيرية».
ويجيء مشروع «مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية»، ليعكس الرؤية الثاقبة وعمق التفكير المستدام في البرامج الطموحة التي ظل يطرحها سمو ولي العهد، حيث ستكون المدينة أول مدينة غير ربحية في العالم، ونموذجاً ملهماً لتطوير القطاع غير الربحي عالمياً، وحاضنة للعديد من المجاميع الشبابية والتطوعية وكذلك المؤسسات غير الربحية المحلية والعالمية، هذا المشروع العالمي والمبادرة عالمية الملهمة ليؤكد الرؤية الإستراتيجية العميقة لولي العهد، واستشرافه لمستقبل أبناء وبنات الوطن.
إنّ إعلان سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن إقامة أول مدينة غير ربحية على مستوى العالم لفتة كريمة واستمرار للدعم المستمر من قيادتنا الرشيدة لتنظيم وتطوير وتمكين القطاع غير الربحي.
وهذا بكل تأكيد ليس بمستغرب، فقد سبق ذلك صدور قرار مجلس الوزراء بإنشاء المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، الذي يهدف إلى تنظيم دور منظمات القطاع غير الربحي وتفعيله، وتوسيعه في المجالات التنموية، والعمل على تكامل الجهود الحكومية في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030».
مما لا شك فيه أن أثراً عظيماً ستحققه هذه المبادرة العالمية الملهمة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، حيث يُعد المركز إحدى مبادرات برنامج التحول الوطني، ويتعاون المركز مع أصحاب المصلحة من الشركاء في القطاعين الحكومي والخاص، وكل تلك الجهود تأتي امتدادا لاهتمام الدولة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- وحتى يومنا هذا حيث نعيش آفاقا جديدة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -يحفظه الله- في إنشاء مدينة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لتكون المدينة نموذجاً ملهماً لتطوير القطاع غير الربحي عالمياً».
ويتميز مشروع «مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية» بعدد من المميزات، غير المسبوقة منها أنها أول مدينة غير ربحية في العالم، وتقدم من هذه الناحية نموذجاً ملهماً لتطوير القطاع غير الربحي دولياً، كما أنها ستُكرَس تماماً لدعم الابتكار وريادة الأعمال وتأهيل قيادات المستقبل، وستتبنى المدينة مفهوم التوأم الرقمي وهو عبارة عن «تمثيل افتراضي لشيء أو نظام يمتد على كامل دورة حياته ويجري تحديثه من بيانات الزمن الحقيقي، ويستخدم عمليات المحاكاة والتعلم الآلي والتفكير المنطقي للمساعدة في عملية صنع القرار»، وستشمل المدينة عدداً من الأكاديميات والكليات ومدارس مسك، ومركزاً للمؤتمرات، ومتحفاً علمياً، ومركز إبداع، يحقق طموحات المبتكرين في العلوم والتقنية، كما ستتوافر في المدينة كل متطلبات الحياة العصرية، حيث ستشتمل أيضاً على معهد ومعرض للفنون، ومسارح لفنون الأداء، ومنطقة ألعاب، ومعهد لفنون الطهي، ومجمع سكني متكامل، وستكون المدينة مؤهلة للانفتاح على العالم من خلال استضافة رؤوس الأموال الجريئة والمستثمرين ذوي المساهمات المجتمعية حول العالم، كما أن المدينة ستحوز مكانة الفكرة الخلاقة، ومكانة سبق التنفيذ، بالإضافة إلى المميزات المواكبة للتطور والانطلاق نحو المستقبل، ما يجعلها مركزاً إقليمياً وعالمياً للإبداع التقني، ومقراً لاحتضان الصناعات الابتكارية.