عبد الرحمن بن محمد السدحان
* سُئلت ذات مرة: ما هي المواقف التي أعاقت جزءًا من مشوارك في دروب الحياة؟ فأجبت:
* لا تخلو أيّ تجربة عملٍ في الحياة من موانع أو روادع، بعضُها مانعٌ قاهِر، وبعضها مُفْتَعل أو طارئ، والبعضُ الثالث يمكن الغلبة عليه، توكّلاً على الله، واعتمادًا عليه، ثم ثقةً في النفس قناعةً وجَهدًا.
* وآية ذلك أن رحلة (القدوم) إلى هذه الحياة.. وبعدها يبدأ مشوارُ العمر، ليسَت في بعض الأحيان والأحوال أمرًا يسيرًا، والإنسان القادم إلى هذه الحياة والراحل عنها، مسيَّران بإرادة الخالق سبحانه وقضائه وحكمته.
* * *
* ورحلتي قادمًا إلى هذا الكون ليسَت في بعض فصولها استثناءً ممّا ذُكر، فقد عانيْتُ في طفولتي المبكّرة ألوانًا من الأوْباء كادت أن تشيّعني في حالات منها إلى الدار الآخرة لولا لطفُ الله وعونُه وتوفيقه.
* * *
* وفي مشوار الكتابة، التي هي زادي الروحي حلمًا، وفخري المعنوي تواضُعًا، يلازمني بين الحين والآخر هاجسُ الإخفاق في اختراق عقل القارئ ووجْدانه بالفكر السليم والأسلوب المتحالف مع العقل وإلهام الروح!
* * *
* أما يوم تتحّول الكتابةُ عندي إلى (فعْلٍ عشوائي) مفرّغ من العناء، أو مسيّر برغبة عمياء تستسهل عقلَ القارئ أو ذكاءَه، فذاك يوم الوداع مع (فتنة) القلم!!
* * *
* وفي مجال العمل الذي أجني منه قوت يومي ومن أعُول، كنت أحيانًا أعاني بعضَ العقبات رغم توالي السنين وكثافة الخبرة:
* فهناك عقبة التعامل مع الدخل المالي من الوظيفة الذي قد يصل أحيانًا مرحلة من العجز تحدُّ من طموح الإنجاز وبلوغ المراد.
* وهنَاك عقبة شحذ هِمم العاملين معي ولاءً وأداءً وإنجازًا بحثًا عن منجزٍ أفضل.
* وهناك عقبة استقطاب الكفاءات المؤهّلة مهنيًا ونفسيًا كي يشاركوني عبء الجهد وصولاً إلى الإنجاز المرجوّ!
* * *
* باختصار وجيز، أقول: إن الحياة صراط تصْطفَّ على جانبيْه الصِّعَابُ، بدْءًا من أول صرخة يطلقها الوليدُ لحظة تجاوزه الرحمَ، حتى آخر ثانية يواجه بها ربَّه. ورغم ذلك، أزعمُ بشيء من إيمان بالله وتسليمًا بقضائه، أنه لولا هذه العقبات، وما يتَخَلّلها من شرود وابتسام، ما كان للحياة زينة ولا متاع!!