سليمان الجعيلان
هذه الجملة المعبرة قرأتها وسمعتها مراراً وتكراراً من حكيم الهلال وكبير الهلاليين الأمير بندر بن محمد شفاه الله وعافاه، في العديد من مقابلاته ولقاءاته الإعلامية والجماهيرية لترسيخ وتكريس ثقافة هلالية، وهي بان الهلال هو مسيرة طويلة ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون أسير بطولة سواءً ان حققها الهلال بالجد والاجتهاد لتحقيق ما بعدها أو انه اخفق فيها الهلال بالعمل والاشتغال على تلافي اخطائها والنهوض من كبوتها، وهذا ما يبرر ويفسر عدم انكسار وانهيار الهلال والهلاليين في البطولة الاسيوية ووصول الهلال لنهائي دوري أبطال آسيا (4) مرات في (8) سنوات فقط، وهو كذلك ما يبين ويفصل طموح وآمال الهلال والهلاليين قبل تحقيق البطولة الاسيوية السابعة وما بعدها في تحقيق الهلال للثلاثية التاريخية في موسم 2019 وليس هذا فحسب بل ويوضح ويشرح تلك الانتقادات والضغوطات التي مارسها جمهور الهلال على إدارة ولاعبي الهلال لتصحيح الأخطاء الإدارية والفنية في الموسم الماضي، والتي نتج عنها تحقيق الهلال للدوري رقم (17) في تاريخه، وهي نتيجة ونتاج هذه الثقافة الهلالية التي أراد الأمير بندر بن محمد أن يوصلها للهلاليين وان يصل إليها الهلال بعد أن أسسها من هم قبله وسار عليها من جاء بعده، والهدف منها ان يكون فريق الهلال رقماً صعباً في البطولات المحلية وطرفاً ثابتاً في النهائيات الآسيوية مهما كانت العقبات والمعوقات سواءً المشروعة أو المقصودة!!.. وهذه الثقافة الهلالية والتي دفعت الهلال للتواجد باستمرار في النهائيات والصعود دائماً للمنصات والذي يُعد ويُعرف في عرف الرياضة المتحضرة وفي منطق المنافسة المتطورة بأنه إنجاز يفترض على الهلاليين ان يتمسكوا بها وان يحافظوا عليها مهما كانت نتيجة فريقهم الهلال أمام بوهانج الكوري بعد غدٍ الثلاثاء من خلال الإصرار على المطالبة بالمزيد من البطولات والاستمرار بالمناشدة للعودة بعد الإخفاقات حتى لا تعود إدارة ولاعبي وجماهير الهلال إلى المربع الأول في ان يكون التعامل مع البطولات الاسيوية تحت الضغوطات بسبب تفشي وانتشار الأمية الرياضية التي تبرر للفاشلين وتسخر من المتفوقين، ووقع ضحيتها بعض الهلاليين، ولذلك من الضروري جداً أن يضع الهلاليون أمام أعينهم وفي مخيلتهم كل الاحتمالات والسيناريوهات المحتملة والمتوقعة في مباراة فريقهم الهلال أمام بوهانج الكوري، وبالتالي التعامل معها بكل عقلانية واحرافية لأن هناك من يعمل ويسعى لقتل وبتر هذه الثقافة الهلالية أكثر من فرحته وسعادته من خسارة الهلال لأي بطولة محلية أو آسيوية!!.. وعلى كل حال يجب على الهلاليين أن يعلموا ويدركوا بان الفاصل والقاسم المشترك بين سعي الهلال لتحقيق البطولة الاسيوية الثامنة وبين سؤال لماذا الهلال لا يصل للمركز الثامن هو هذه الثقافة الهلالية التي رسخت وكرست بأن الهلال هو مسيرة طويلة ولم يكن يوماً من الأيام أسير بطولة، ولذلك أثق جداً في مباراة الهلال أمام بوهانج الكوري بعقلية وفكر سالم وسلمان وبقية هذا الجيل الاستثنائي في الهلال، والذي يحسب لهم عدم استسلامهم للإحباطات السابقة وعدم انكسارهم بعد الانتقادات القاسية وعدم استكبارهم عقب تحقيق الآسيوية السابعة وتمسكهم بقوة بأمل تحقيق الآسيوية الثامنة والسبب ببساطة لأنهم بالفعل قد تشربوا وتشبعوا ثقافة الهلال مسيرة طويلة وليس أسير بطولة.