خالد بن حمد المالك
هناك سرعة فائقة وغير مسبوقة على مستوى المملكة ومستوى غيرها في هذا الزخم الكبير في إطلاق المشروعات، وتوالد الأفكار والرؤى التي يُعلَن عنها. وما يحدث أصدق من حلم، وأكثر من خيال، فيه ترجمة لقول سابق قاله ولي العهد، والتزام تحدث به، وها هو يعلن عنه، وكل هذا يتم استثناءً في المملكة، بينما العالم تعصف به جائحة كورونا، والصراعات والخلافات داخل كل دولة.
* *
لا أريد أن أتحدث عن منجزات كبيرة وهائلة تم الإعلان عنها من قبل، وكتبنا عنها بالتزامن مع الإفصاح عنها، ثم حين بدأ التنفيذ السريع لها، مثل القدية والعلا والدرعية وجدة التاريخية وجزر البحر الأحمر والسودة ونيوم وغيرها كثير، وإنما سأقصر الحديث في مقال اليوم على أحدث ما تم الإعلان عنه من إنجاز قادم سوف يكون -إضافة إلى ما سبق الإعلان عنه- نقلة نوعية في تجديد شخصية المملكة ومكانتها بين الدول المتقدمة.
* *
فقد أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن أكبر مدينة صناعية عائمة في العالم، وأعني بذلك إنشاء مدينة نيوم الصناعية (أوكساغون) التي عدها المختصون نموذجًا جديدًا لمراكز التصنيع المستقبلية. وهذه خطوات ضمن خطوات أخرى كثيرة، تستهدف توليد فرص عمل كثيرة، ودعم تدفقات التجارة العالمية. وهو مشروع ضخم ضمن مشروعات رؤية المملكة 2030. ويتم تنفيذ هذه المدينة الصناعية وفقًا لاستراتيجية نيوم التي ترمي لإعادة تعريف الطريقة التي تعيش بها البشرية وتعمل في المستقبل.
* *
الأمير محمد بن سلمان سارع إلى القول بأن (أوكساغون) ستكون حافزًا للنمو الاقتصادي، والتنوع في نيوم خاصة، والمملكة بشكل عام، وأن مدينة نيوم الصناعية ستسهم في إعادة تعريف توجه المملكة نحو التنمية الصناعية في المستقبل، جنبًا إلى جنب مع إسهامها في حماية البيئة، وتوليد فرص جديدة للعمل، وتحقيق النمو.
* *
وبهذا التصور، ووفق ما أعلن عنه ولي العهد، فإن (أوكساغون) ستشارك في دعم المملكة في مجال التجارة الدولية، ودعم تدفقات التجارة العالمية في المنطقة، وأنه يسعد سموه أن يرى التطوير والأعمال قد بدأت بالفعل على أرض المدينة الصناعية، كما أن سموه يتطلع إلى رؤية التوسع السريع لها، أي إننا أمام منجز كبير، بدأ العمل به في منطقة كبيرة في الركن الجنوبي الغربي من (نيوم)، بينما تتركز البيئة الحضرية الأساسية حول الميناء المتكامل، ومركز الخدمات اللوجستية الذي سيضم غالبية سكان المدينة الصناعية.
* *
الجميل في هذا المشروع الطموح أن تصاميمه الثمانية راعت أن لا تكون هناك أي تأثيرات على البيئة، بمعنى أن يتوافر فيها أفضل ما يمكن من استخدامات للأراضي لدعم التوجه نحو الحفاظ على 95 في المائة من البيئة الطبيعية، وهو ما يحدث لأول مرة في مدينة اقتصادية تعد أكبر هيكل عائم في العالم، وتتوافر فيها أحدث ميناء متكامل مرتبط بمطار.
* *
هذا الذي يحدث في المملكة بالتوازن مع تحسين جودة الحياة، ومنح المرأة حقوقها، وعدم إقصائها عن المشاركة في العمل، ثم توفير كل أسباب وفرص ومجالات الترفيه، يجعلنا على موعد دائم مع ولادة مشروعات من هذا النوع، وأننا في سباق مع الوقت لتحقيق أهداف رؤية المملكة التي حُددت، بما يتناغم مع التوجه لبناء المملكة في عهد الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ما يجعل المواطن على حق حين يقول إن القادم سيكون غنيًا وثريًا بالمشروعات.
* *
هنا يمكن القول إن السنوات القليلة القادمة سنرى فيها المملكة وقد أصبحت بشكل آخر، وشخصية أخرى، وتطور غير مسبوق، وستكون ملهمة للآخرين، يحاكونها، ويتلمسوا خطاها، فالعمل هنا مبهر، وجاذب، ويتم عن تجربة جديرة بالتوثيق والاقتداء، وإن كانت معالم هذا المشروع وغيره لم تكتمل بعد، غير أن ما تم إنجازه يوحي بأن اكتماله لن يطول.