بتول الحريري
ذَاكَ الْمُهَنَّدُ رُفِعَ بِضربِهِ الْعَرَبُ
فَتَرَاهُ يُلَازِمُهُمْ كُلَّ حِينٍ وَدَرَبْ
شَاعَ نَعْتُهُ دَومًا بِالْحِدَّةِ وَالْجَد
صَارِمًا قَاطِعًا يَزْأَرُ فِي الْحَرْبْ
يُرْهِبُ كَزِلْزَالٍ بِأَيْدِي الْبَوَاسِل
يَهْزِمُ الْأَعَادِيَ وَيَنْشُرُ الرُّعْبْ
عَاهَدَ قَوْمَهُ أَنْ يَظَلَّ مُكَرَّمًا
وَ يَبْقَى هَيَّابًا لَامِعًا كَالذَّهَبْ
وَحَفِظَ عَهْدًا فَلَمْ يَنْكُثْ وَلَمْ
يُخْدَعْ طَوَالَ الدَّهْرِ وَلَا هَرَبْ
أُخَاطِبُكَ يَا مَنْ بِهِ أَجْدَادِي
وَرِثُوا الْأَمْجَادَ وَحَازُوا الرُّتَبْ
خَالِدٌ وَالْأَزْمَانُ هَا قَدْ مَضَتْ
وَأَنْتَ شَمْسٌ بَاقِيَةٌ لَا تَغْرُبْ
أَرَاكَ يَا مِنْ يُغَادِرُ غَمْدَهُ عَمْدًا
سَبْعًا يَنْهَشُ أَوْصَالَ الْحَرْبْ
وَبَعْدَمَا يَفْرُغُ يَعُودُ فَرِحًا
يُعَانِقُ بِشَوْقٍِ غِمْدَهُ الْمُحَبِّبْ
يَا سَيْفُ لَنْ يَنْجُوَ مِنْ آفَاتِهِ
الْعُذَّالُ تَحْصُدُهُمْ فِي الْحَرْب
يَا رَحِيبَ الْمَعَارِكِ وَبِهَا ثَائِرٌ
فِيكَ عَجَائِبُ لَا شَكَّ وَلَا رَيْبْ
كَيْفَ نَشُكُّ بِمَنْ بِسَبَبِهِ نَتَتَصِر
صَادِقُ الْحَدْسِ يَمْحُو كُلَّ عَيْبْ
فِي الْهِيْجَا تَعْلُو كُلَّ الْأَصْوَاتِ
شَدِيدُ الْبَأْسِ صَامِدٌ وَقْتَ الْكَرَبْ
وَقَدِ اتَّخَذَكَ بَنُو الْإِسْلَامِ حَارِسًا
فَقُلْتَ قَوْلًا حَاسِمًا جَلِيلَ الْخَطْبْ
أدَافَعُ عَنْ بَنِي الْإِسْلَامِ دَوْمًا
بِقُوَّةٍ كَمِثْلِ النَّيَازِكِ وَالشُّهُبْ
أَخُوضُ الْحُرُوبَ بِكُلِّ اقْتِدَارٍ
بِرَأْسٍ عَالٍ نَصْلُهُ لَامِعٌ يَلْتَهِبْ
أُقَدِّمُ لَكَ تَحِيَّةً عَاطِرَةَ الشَّذَّا
يَا مَنْ لَا تُنْسَى طَوَالَ الْحُقُبْ