د.عبدالعزيز العمر
معلوم أنه عندما تنشب الحروب والصراعات في أي منطقة على هذا الكوكب فإن التعليم سيكون من أول الخاسرين في هذه الحرب، والخاسر الحقيقي في هذه الحرب تحديدًا هنا هو الجيل الطلابي الذي عايش الحرب. ولعل ما حدث من حروب في لبنان وسوريا وعزه، وما يقوم به الحوثيون من تجنيد للأطفال يوضح مدى تأثر البنى التحتية التعليمية بالحروب، ناهيك عما يصيب الأطفال من تشرد وتدمير نفسي، وخوف ورعب كاف لتدمير تحصيلهم الدراسي، وفي هذا الشأن أوضح تقرير لمنظمة اليونسيف أن الحروب الأخيرة حرمت 25 مليون طفل من فرص الوصول إلى المدارس.
اليوم ومن جهة أخرى هناك حرب من نوع آخر كان لها أثر سلبي واضح على التعليم، إنها حرب يقف فيروس كورونا على أحد طرفيها، وعلى الطرف الآخر يقف العالم بكل إمكاناته المادية والبشرية والعلمية. هذه الحرب أجبرت العالم، كل العالم، على إعادة قولبة هياكل وبرامج التعليم، وعلى طرق وأساليب تقديم تلك البرامج. ولا جدال أنه كان هناك فقد تعليمي بسبب هذه الحرب الكورونية، خصوصًا في مراحل التعليم المبكرة، وقد يطول الوقت قبل أن يتم تعويض هذا الفقد التعليمي. تذكروا أن اليابان وألمانيا واجهتا حرباً كونية مدمرة، هذه الحرب أعادت التعليم في تلك البلدين عقودًا إلى الوراء، ولكنهما خرجا من تحت رماد هذه الحرب ليسيطرا اليوم اقتصادياً على العالم.