عثمان بن حمد أباالخيل
كل أمة تفتخر بلغتها ولا تتنازل عنها فهو عنصر تميّزها ورفعتها وبقائها وشمولها ومستقبلها ولا تقبلْ بأي حال من الأحوال بفساده أو جعلها لغةَ ثانوية بين لغات العالمْ. عادت بي الذاكرة إلى شاعر النيل حافظ إبراهيم وهذا البيت المشهور من قصيدة المشهورة عنْ وضع اللغة العربية:
(أنا البحرُ في أحشائِهِ الدرُّ كَامِنٌ
فَهَلْ سَأَلُوا الغَوَّاصَ عَنْ صَدَفَاتي)
إن لغتنا العربية تنعي حظها بين أهلها فكيف منْ يُحِطون بها، لغتنا الجميلة جمال معانيها وقوتها جمال تراكيبها، جمال الإنصات لها إنها تشكو من فقدان الهوية روعتها بالأخطاء اللفظية.. واللحن المقيت.. والصيغة الركيكة.. ودخول الكلمات والعبارات الأجنبية.. إنها تشكو عدم احترامها في موطنها فكيف بخارج الحدود.
الكتابة عن أنا البحر، عن لغتنا العربية يأخذ زوايا كثيرة لكنني سوف أركز على القنوات الفضائية التي ملأت الدنيا. ابتدائيا من بعض المذيعين والمذيعات الذين يفضلون اللهجة العامية في حواراتهم، والأخطاء النحوية وإدخال الكلمات الأجنبية في حديثهم لا ألومهم لكنني ألوم الجهات المسؤولة التي لمْ تؤهلهم بإتقان لغتنا الجميلة، لغة القرآن الكريم. ومن زاوية أخرى مسميات بعض القنوات الفضائية بالأسماء لغة شكسبير وإظهارها بشكلٍ جميل أجمل من لغتنا هل هذا يدل على المحافظة على لغتنا، لماذا المختصرات الأجنبية لقنواتنا الحكومية أين لغتتنا العربية؟ أتساءل هل التحديث والتطوير بالاسم الإنجليزي المختصر أم الحفاظ على لغتنا أنا البحر. أشعر بألم عميق، وحسرة شديدة على فقدان جمال لغتنا.
بإعلان اليوم الثامن عشر من شهر ديسمبر سنوياً يوماً عالمياً للغة العربية. وهذا مكسب عظيم نالته جاء متأخراً أفضل من أنْ لا نفتخر بلغة الضاد. جميل وجميل جداً الابتعاد عن الحديث بالمطاعم بالكلمات والمصطلحات الأجنبية، كنوع من أنواع الوجاهة الفكرية أو التباهي بالمعرفة والأجمل من ذلك التخلي عنْ التداخل بين اللغة الفصيحة واللغة العامية في الخطاب الإعلامي الذي يشوه لغتنا الجميلة لغة الضاد.
هيئة الإذاعة والتلفزيون فخر وزارة الإعلام والإعلام الحديث والرسالة المعبرة: (تسعى لإيصال رسالة المملكة العربية السعودية إلى جميع المناطق محلياً وعالمياً بالكلمة والصورة، ورفع مستوى الأداء الإذاعي والتلفزيوني وتطويرهما) وزارة الإعلام: (تسهم الوزارة في رفع الوعي والأدوار التي تقوم بها المملكة العربية السعودية محلياً وعربياً وإسلامياً وعالمياً، ومواجهة كل المعلومات المغالطة عن المملكة). لغة الضاد.. لغتنا الجميلة.. وقبل هذا وذاك لغة القرآن الكريم أتمنى من الهيئة أن تعيد النظر بالمسميات الإنجليزية لبعض القنوات الفضائية الرسمية الحديثة ولا بأس اسم القناة باللغة العربية ومن أسفلها باللغة الإنجليزي. كذلك هذا الكم الكبير من المطاعم والمقاهي والمحلات بصفة عامة أين هي اللغة العربية من مسمياتها.
مرة أخرى لغتنا جميلة وجمالها في إتقانها ومفرداتها ونطقها وعباراتها ودقة وصفها وتعابيرها وشمولها. استشهد بقول الشاعر أحمد شوقي: (تعلموا العربية، فإنها تثبت العقل، وتزيد في المروءة).