عبد الله سليمان الطليان
من الواجبات الدينية الشرعية لدينا والتي هي عمود الإسلام وتأتي في قائمة الأركان هي الصلاة، تؤدى بشكل جماعي في المسجد في خمسة أوقات، لها أثر بالغ في حياة المسلم، أثرها معنوي وسلوكي، ولننحى الجانب الغيبي في هذا العبادة الذي لا يعلمه إلا الله، ونأخذ كيف تؤثر في حياة المسلم خاصة والمسلمين عامة، الصلاة هي مثال في الحث على الاجتماع والتقارب في المسجد الذي نرى فيه زيادة ترابط وتلاحم وتقارب من خلال الحي أو المكان مع أنه في واقعنا -مع الأسف- قليل في التطبيق الذي يعكس حقيقة (التواد والتراحم والتعاطف) الذي نرى الآن هناك من يسترجع الذكريات على البيوت القديمة (ويقول الزمن الجميل) في صورة من قوة التقارب الاجتماعي التليد الذي حطمه الأثر المادي بشكل كبير، فلماذا لا نفعِّل دور المسجد في زيادة هذا التقارب الذي ضاع مع الوقت، حتى في أضيق الحدود من خلال الجار. لديَّ اقتراح لإمام المسجد أو المؤذن في كل حي، وهو وضع لوحة إعلانية عند باب المسجد يعلق فيها كل أخبار الحي، وهذا يأتي بعد الاتفاق على هذا بين من يسكنون بجانب المسجد والقريبين منه مع الإمام على ذلك، ولا يقتصر الأمر على الأخبار بل يكون شاملاً لكل شئون الحي الذي يوجد فيه المسجد، ولن أدخل في التفصيل كثيراً عن هذه الشئون فيها ما هو بين مثل زيارة مريض أو تقديم مساعدة خيرية التي تتم بشكل سري طبعًا، وبحسب الحاجة التي تتطلب معلومات دقيقة وصحيحة. الذي يكون مسئولاً عنها إمام المسجد. قد يقول قائل إن وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة تسد عن هذا الاقتراح، من وجهة نظري أنها لن تقوم بالدور بالشكل الكافي في تلمس الحاجات المستحقة، وذلك بسبب إعطاء حقائق أو معلومات غير صحيحة أحيانًا. لقد كان المسجد في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- مثالاً عظيمًا على تقوية روابط الأخوة بين المسلمين، يناقش فيه كل ما يهم من أمور وشئون حياتهم المختلفة، ولم يكن مخصصًا فقط للعبادة. أتمنى أن أرى تفاعلاً حقيقيًا جادًا في واقعنا في أهمية المسجد في تقوية روح الجماعة.