د.خالد بن عبدالعزيز الشريدة
بمناسبة فوز مدينة بريدة بمسمى المدينة الإبداعية وفق منظمة اليونسكو بالأمس.. إذا كان للشخصيات سمات فإن للمدن صفات. المبادرة.. الجرأة.. التطلع.. الطموح.. الإنجاز.. العصامية.. التجديد.. وقبل ذلك وبعده الثقة هي من تصنع الأحداث.
أن تدخل بريدة مسار العالمية ممثلة للوطن والخليج بل والعرب في قدراتها التي تمتلكها في عدة فنون فذلك سبق يحفظ لهذه المدينة الولادة للتفوق. جملة من الجهود المشتركة ساهمت في إدراج بريدة ضمن شبكة اليونسكو للمدن المبدعة. هذه المدينة المباركة غنية بثقافتها منذ التاريخ حيث جاب رجالاتها الآفاق وبنوا علاقاتهم وتجاراتهم من خلال رجال العقيلات. ثم هي سلة غذاء وطني وتملك أكبر سوق في العالم للتمور والأنعام؛ فالعالمية ليست جديدة في تاريخها.
الشيء المهم هو أن هذا الإنجاز سيأخذنا الى إنجازات أخرى في مسار العالمية. وأجمل ما في ذلك هو أن تضع اسمك ضمن دائرة المدن العالمية من بين 295 مدينة في العالم ومن بين 90 دولة.
والفوز في حقيقته يعكس عدة أفرع أو ملفات تعنى بالطهي والتراث والثقافة.
العالم اليوم فيه عدة لغات يمكن ان تخاطب من خلالها وفق ما لديك من قدرات. هناك من يؤثر من خلال منتجاته وهناك من يؤثر من خلال رياضته وآخر من خلال سياحته وهناك من يؤثر من خلال طبيعته أو من خلال قوته وهناك من يؤثر من خلال فنونه وهكذا. لكن الجزء المهم في هذا الإنجاز العالمي هو أن اسم مدينتك (بريدة) حجز مقعده في عالم العالمية.
وهذا بالتأكيد سيحفز رجالات وأهالي وشباب بريدة بل والوطن كله للتطلع إلى التفوق في مجالات المنافسة الأخرى. وهذا الإنجاز يشكل حافزا لخلق المنافسة في عدة مجالات ويعزز الثقة والقدرة على المنافسة عالمياً.
بمعنى أن هذا الحدث منح مدن الوطن الفرصة والجرأة على ان تكون رقما مذكورا على الساحة العالمية وفق معايير منظمة اليونسكو الدقيقة.
وبالتأكيد فإن لغة التفوق ستجعل العالم يبحث عنك ويتحدث عن ثقافتك مما يمنحنا الفرصة للتأثير من خلال هذا الإنجاز بشكل ذكي وحكيم.
كل التهاني لمقام قيادتنا الحكيمة على هذا التفوق وللدعم الكبير من وزارة الثقافة. ثم للعقلية الملهمة والمحفزة للحراك التنموي المتنوع أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود الذي بارك لأهالي المنطقة بقوله: (تسجيل مدينة بريدة في منظمة اليونسكو من بين 295 مدينة تمثل 90 دولة؛ أمر يدعو للفخر والاعتزاز لتكون الأولى خليجيا والثانية عربيا نظراً للإرث العريق الذي تتميز فيه مدينة بريدة).
كما نهنئ سمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن تركي بن فيصل حفظه الله.. ولفريق العمل الرائع والمبدع من الجهات والأفراد الذين بادروا وعملوا لتقديم ملف تفوق (بريدة) في مسيرة المدن الابداعية في منظمة اليونسكو العالمية.
والوطن الغالي بحمد الله اصبح مقدما ومنافسا في عدد من المؤشرات العالمية في قدراته التقنية الهائلة وفي تعافيه وحصوله على المرتبة الثانية عالمياً من أشرس وباء عالمي (كورونا).
أخيراً.. من الجميل ان نحتفي ونحتفل ونهنئ أنفسنا على تفوقنا الذي يعكس قدراتنا وثقتنا في أنفسنا.
كل التهاني باسم رجالات واهالي بريدة للوطن كله وإلى مزيد من منصات التتويج العالمية لمدننا المتألقة بمختلف قدراتها علما وعملا وفنونا جذابة وقدرات وكفاءات تستحق ان تكون نماذج للعالمية.