شوقية بنت محمد الأنصاري
ثَقِفَ وثَقّف، ومثقفٌ يتثقّف، بكل ثقافة عربية نتثقّف، بهذا الجمال اللغوي استمر الصوت العربي صادحا بجوهر بيانه، وتمضي «اللغة العربية» تناضل بدقة أدواتها وممكّناتها اللغوية، وتنقل كنزنا المتوارث من بدو الأعراب، وقد نقشته بذاكرة الألباب، وحفظه الله في أعظم كتاب، فتستمر ثقافتنا مرددة «قالت العرب» إنها بحق روايتنا الأسطورية، حكّامها أعراب الجزيرة العربية حتى عصر الألفية، بمآثرهم الثريّة، وبطل قصتها إنسان بدوي لا يتنازل أن ينفصل عن صحرائه ورمالها، ليؤكد جوهر ثقافته الأصيلة رغم انغماسه المدني، وإن غاب مع الرتابة الحياتية، أوقظه الحنين لأرضه، وقد سكنت أنفاسه في ظل طبيعة لها الفكر يتّقد، وينشد من الإرث الشعري المرتبط بمواقع لها سلطتها المكانية، ليشعشع مجد هو الأعظم، متمثلا بسلطة «اللغة العربية» وصوت بيانها المؤكد بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (أنا أفصح العرب)، هي زادٌ ثقافي يلازم رحلة العربي بين الأمم، وغير العربي يسابقه انغماس بموروثها، لتُكْتَشف الحقائق من صوت الحق «القرآن الكريم» وإذا بذلك النظم الفصيح يكشف المعجزات العلمية، التي عجز الإنسان المعاصر أن يحصي حقيقتها، باختصار هي سلطتنا الثقافية بالعلم والبرهان، وصوت عربي على كل لسان، وبهذا الحسّ العربي الأصيل انتظمت منظومة المجلة الثقافية في حراك العشرين عاماً من تاريخ انطلاقها 29 من ذي الحجة 1423هـ بتحقيق السلطة الثقافية بين فصول الخطاب وهندسة المقال، ونغم الأصيل من الأشعار تحاكي به لغة الحوار، وإذا بمشهد المجلة يتصاعد حضورا بين القراء، ويرصد مؤشرات الرضا بين صفحاتها الورقية، حتى لامسها ببصمة تقنية رقمية، تنقل المشهد المعرفي والثقافي بلغة تواكب الصحافة العالمية، في نمو يتسارع برعاية فريق استثنائي بارع، أتقن أبجديات السلطة وجعل من الثقافة العربية جوهر القصة، وحتما بمهاراته الصحفية والاعلامية سيقود حراكا عالميا تنقل الثقافة وتترجمها بلغات عدة، إنها الرؤية الوطنية بمشهدها الحضاري والثقافي تترأس السلطة والسيادة، هي باختصار كما وصفها د.عبدالعزيز بن عثمان التويجري «مجمل النشاط الإنساني في حقول الإبداع الفكري والأدبي والفني».