عبد العزيز الصقعبي
هل أكتب رسالة لك.. أو إليك.. أو عنك.. جلست محتاراً كثيراً.. وأخيراً قررت ألا أفكر بذلك مطلقاً.. بل أتحدث.. في احتفالية خاصة بك.. أتحدث عن وضع الصحافة الورقية.. والتوجه إلى الرقمي.. أتحدث عن غياب الملحقات الثقافية في الصحف.. أتحدث عن الثقافة والمرحلة الجديدة التي تعيشها، والتي بكل تأكيد مختلفة عن السابق.. أتحدث عن أسماء أدبية حضرت وأسماء غابت.. أتحدث عن سطوة الرواية وتواري القصة وتشوهات القصة القصيرة جداً.. أتحدث عن التواصل مع العمل الإبداعي.. قراءته التماهي معه.. نقده معرفة مواطن القوة والضعف فيه.. أتحدث عن القصيدة.. حين تقدم الشاعر.. أو الشاعر حين يترنم بقصيدة.. أتحدث عن الأصالة والمعاصرة.. أتحدث عن التراث حين يكون حاضراً.. أتحدث عن جدل الفلسفة والبحث عن موقع.. بدون فلاسفة مقنعين.. أتحدث عن أصدقائي حين التقيهم في المقاهي والملتقيات والمهرجانات.. أتحدث عن أصدقائي حين يبتهجون بصدور كتاب أو نشر خبر عنهم أو مشاركة عبر الزووم.. أتحدث عن أصدقاء.. أصدقاء دائمين.. ألجأ إليهم دوماً.. أجدهم لا يغادرون أمكنتهم إلا حين أقرر أنا ذلك.. بالطبع الجميع يعرف أنني أقصد بذلك الكتب.. هل أتحدث عنهم.. أم أجعلهم هم الذين يتحدثون ولن أمل من حديثهم.. هم جزء من عالم جميل ذلك العالم اسمه مشتق من أسمائهم.. مكتبة.. منزلية.. وتجارية وعامة.. هل أتحدث عن عالم المكتبات.. فعلا عالم كبير.. يحيلني ذلك لأن أتحدث عن معارض الكتب.. عرضها.. تسويقها.. صناعة الكتاب.. مشكلة التوزيع.. مشاكل النشر.. قبل ذلك أرى أنه يجب أن أتحدث عن التأليف.. التفكير بإصدار كتاب.. مرحلة الكتابة ممتعة لمن يتمرس مهنتها.. بمعنى أن تكون كاتباً فهذا يعني ممارسة المتعة.. وبالطبع أضعف الإيمان كتابة زاوية أسبوعية في ملحق ثقافي مهم.. بل أرقى من ملحق.. المجلة الثقافية.. لأتوقف قليلا هنا وأقول.. لا جدال مطلقاً أن «الثقافية» الصادرة ضمن صفحات جريدة الجزيرة في عددها الأسبوعي الذي يصدر كل يوم جمعة، نواة لمجلة أو جريدة ثقافية، فهي لا تقل بل ربما تتجاوز جريدة أخبار الأدب المصرية وجريدة القاهرة، مع إعجابي الشديد بهما، أتمنى أن تكون هنالك مبادرة بفصل هذه المجلة عن الصحيفة الأم لتصدر بصورة أسبوعية مستقلة، وأتمنى من وزارة الثقافة دعمها، لا أريد أن تكون مجلة كبيرة، لتكن بحجمها الحالي، ولكن لتكن مستقلة وتبقى في المكتبات طيلة أيام الأسبوع شأنها شأن الملات الأسبوعية مثل اليمامة، المشهد الثقافي يحتاج أكثر من مجلة ودورية، من يعلق الجرس، لا يوجد صحيفة إلكترونية تقدم الثقافة بصورة جيدة كما تقدمها المجلة الثقافية، وإذا وجدت فهي باهتة، أنا أريد أن أتحدث كثيراً، ليس عن تجربتي في الكتابة، بالذات في الجزيرة، ولا عن المشهد الثقافي في المملكة، بل عن أشياء كثيرة في الثقافة، الأدب، المسرح، السينما، المكتبات، النشر، الفن التشكيلي، هذه عوالمي الجميلة وغيرها، وحين أتحدث قد أنسى، أن المساحة المتاحة لي، محدودة، وهذا أمر طبيعي، حتى يشاركني الجميع بتقديم عمل ثقافي منوع، كتنوع المشاركين وتعدد مجالات إبداعهم واهتماماتهم، ما كتبته الآن خارج الرسائل التي أوجهها حالياً، ولكن ربما هي الرسالة الأساس، التي منها أنطلق للكتابة، لذا فأنا أنهيها، بتحياتي وشكري للجميع، ومن يعز عليهم، شكر لأكثر من قامة وأكثر من اسم سعى ليقدم عملاً ثقافياً متميزاً تحت مسمى «الثقافية».