«الجزيرة الثقافية - محمد هليل الرويلي:
قد يكون المناسب استهلال هذا التقرير ونحن نواصل احتفاءنا بمجلتكم الثقافية (الجزء الثاني) بمناسبتين كريمتين عزيزتين علينا, وعلى الأدباء, والمثقفين والقراء؛ الذي كان لهم الفضل - بعد الله - فيما وصلنا إليه, في عقدين من عُمر الزمن؛ وهو عُمرٌ يُعَدُّ «قصيرًا» في عُمر الإنجازات المَرْجُوّة. وإن كُنّا مستمرين - بحول الله - في النّهج والمسيرة, والسيرة الصحافية الأدبية, لـ(مجلتكم الثقافية) التي تختطُّون لها من واهج رؤاكم الفكرية ما ينير المشهد. وتَغُذّونها من ضوار تجاربكم المعرفية ما يُضيء طريق الذّوائِق. وتَشدون أزرها بسواعد الأقلام والعقول, ما دعانا للاحتفال معًا, في مشهدنا الصحافي الثقافي المحلي والعربي بمناسبة إصدار المجلة الثقافية, العدد (700), ودخولها العام (20)؛ إذ إن بداية صدورها كان بتاريخ 29-12-1423هـ .
وعودًا على بدء, كُنّا نقول قد يكون من المناسب استهلال التقرير بما كتب - في افتتاحية العدد السابق - رئيس التحرير الأستاذ خالد بن حمد المالك: «... خلال هذه السنوات صدر من المجلة سبعمائة عدد، أي أننا أمام ثروة ثقافية وأدبية هائلة ضمتها أعداد المجلة بصفحاتها وكتَّابها وموضوعاتها، وكان فيها نفحات من شعر، وخيال من رواية أو قصة، وموضوع نقدي، وتكريم للرواد من الأدباء والشعراء والمثقفين، بما لا يمكن حصر كل الرصيد الذي رصدته المجلة وكان باهتمام غير مسبوق». واصفًا أهمية الثقافة كونها زاد القراء في تحسين ثقافتهم ومعلوماتهم وتطوير ملكة الكتابة لديهم، إذ إنّ المجلة الثقافية تُطرح للنخبة، كما أنها تقدم معارفها للناشئة الموهوبين، باعتبارهم المشروع القادم لزيادة رصيد المملكة من المثقفين والمبدعين. مؤكدًا شفي الوقت نفسه أن استمرارها بالصدور بهذه القوة، وبهذا الزخم الكبير، وبكل هذه العناية الفائقة، إنما هو تكريم لأسرة تحرير المجلة بقيادة الشاعر والكاتب والمثقف مدير تحريرها الدكتور إبراهيم التركي، الذي أعطاها - كما كتب رئيس التحرير- من فكره وثقافته وتخطيطه واهتمامه ما جعلها المجلة الثقافية الأولى التي يحرص الأدباء والشعراء والنقاد وكتاب القصة والرواية على أن يكون لهم مشاركات فيها، سواء على مستوى المملكة، أو تلك المشاركات التي تكون على مستوى الوطن العربي.
الذي أضناه التعب، لكنه لم يتعب، لأنه يحمل رسالة، لأنه مهموم بالثقافة، ولأنه مثقف من نوع لا يجد نفسه بغير هذا الجو الممتع من جهة، والمتعب من جهة أخرى، أعانه الله.
وقال كتاب الثقافية, والقراء, والمحبون قولتهم... وما تزال تتوالى المشاركات من الوسط الثقافي والإعلامي منذ نشر العدد 700 حتى عددنا هذا.. تبادلنا الحب, والتهاني. كتبوا عن أمانيهم, وآمالهم ورؤاهم ونظراتهم النقدية التطورية, ومن بينهم من قدم الأبيات الشعرية يزفها في غمرة التهاني في وسم (#الثقافية_20_700 )..
وهاهو الشاعر (عبدالله الدريهم) في حسابه الشخصي على موقع «تويتر» معبرًا بهذه المناسبة بإحدى نفائسه المتوّجة بالنياشين والتيجان يطوق ثقافيتكم:
عشرون عامًا بلا كللٍ ولا تعبِ
ولم تزل موردًا للفكرِ والأدبِ
روادها أهل علمِ في مكانتهم
والعاملون بها من خِيرة النخبِ
والقارئون لها زادت ثقافتهم
ممن لهم صولة في عالم الكتب
أحببتها حُب من هاموا بطلعتها
وممن لهم رغبة في رؤية الذهبِ
حتى ولو لم أكن من أهل منبرها
أو أن لي صفحة تأتي على طلبي
عشقتها مغرمًا مذ أن سمعتُ بها
والأذنُ تعشقُ من تهوى بلا سببٍ
بها نفاخرُ أهل الشرق قاطبةً
لأنها واحة في موطنِ العربِ
فلا تلوموا مُحبًا في محبتها
إذا تجاوز حد العشق في الطربِ
فقد رآها له بختًا فهام بها
ولو جفتهُ لأجل الحال والنسبِ
وكتب عضو مجمع اللغة العربية في القاهرة .سابقاً : مدير عام إذاعة الرياض ووكيل وزارة الإعلام ومدير عام وكالة الأنباء السعودية، وعضو مجلس الشورى وهيئة حقوق الإنسان الدكتور (عائض الردادي) : « تهنئة لمجلة «الجزيرة الثقافية «بمناسبة صدور العدد 700، بعد مرور عشرين عامًا على صدورها . عشرون شمعة أضاءت سماء الثقافة، في حين غابت شقيقاتها عن الصدور . تهنئة لأسرة تحريرها، وعلى رأسهم ربانها د. إبراهيم التركي, الذي قاد السفينة من 1- 700 عمرًا مديدًا في مسيرة الثقافية».
ورفع (أدبي أبها) على حسابه الرسمي, تهنئة عبر فيها عن تقديره للمجلة الثقافية, لتفاعلها تحريرًا ونشرًا وتواصلًا مع الحركتين (الأدبية والثقافية), ذكر فيها «يسر نادي أبها الأدبي أن يهنئ مجلة الجزيرة الثقافية, والقائمين عليها, بمناسبة مرور عشرين عامًا على صدورها, وبمناسبة صدور عددها المئوي الـ (700) كما نشكرها على تفاعلها تحريرًا ونشرًا وتواصلًا مع الحركتين: الأدبية والثقافية, في الأندية الأدبية ومنها نادي أبها الأدبي ..».
ومن الولايات المتحدة الأمريكية, صافحتنا هذه التهنئة. وتحد يدًا «الحساب الرسمي لمنظمة أسكم , سبتية عبدالله العمري الثقافية» عبر الحساب عن تهنئته للمجلة الثقافية قائلًا: «تتقدم (أسكم) بخالص التهنئة, للمجلة الثقافية بصحيفة الجزيرة, ورئيس تحريرها (د. إبراهيم التركي), على مرور عشرين عامًا على انطلاقها. وتشكر أسكم للمجلة, كرم تغطيتها, واهتمامها بأخبار السبتية منذ عام 2016. وهو كرمٌ مُعتاد من هذه المجلة الرائدة في ثقافة الوطن العربي».
ومشيرًا لنهج «المجلة الثقافية» الرّصين وعدم زحزحتها للمبادئ, بوصفها رسالتها الإعلامية الأدبية الملتزمة بها أمام كتابها والقراء؛ وتوجهها الثقافي التي ظلّت متمسكة به بوفاء واتّزان. ولم تتوسل التيار المنجرف ويساورها الشك يومًا. كتب (د. عبدالعزيز إبراهيم السويل) : «استطاعت الجزيرة الثقافية أن تَصْمُد أمام «نهر السوشيال ميديا» الجارف. لم تنجح بالبقاء لمجرد إثبات الذات, ولم تتوسل الإسفاف لِتَتمَاهى مع التيّار. بقيت وفيّة للرُّقي, والذّوق الأدبي, والفنّي الكلاسيكي. ولم تفقد جمهورها لسبب بسيط؟! وهو تهاوي المنافسين ظنّا منهم أنّ السّاحة لا تحتمل الجاد الرفيع. شكرًا إبراهيم التركي.
وقالت القاصة عائشة عسيري (الألمعية): «حين يكون القائمون على أي وسيلة إعلامية،مؤمنين بأهمية الكلمة،ومتبنين لنشر الثقافة،والفكر الواعي،والحرف الجميل،والإبداع الحقيقي،فإنه سيكون لدينا نموذج رائع كالمجلة الثقافية،التي فتحت أبوابها لاستقبال إبداعات الكتاب والموهوبين بلا تفرقةٍ،أو تحيز منذ عشرين عاما».
ووصف القاص (ناصر محمد العُمري) أثر, وتكوين, المجلة الثقافية في الإبداعي؛ والعلاقة التي تربط ما بينها وبين المثقفين بقوله: « مجلةً تركت أثرها في وجدان وتكوين وفكر المثقفين، كما لعبت دورًا رائدًا في تحديث الفكر والتعاون من أجل التطور الثقافي. هي أحد أهم الفضاءات التي نتنفس من خلالها، تستحق التهاني والاحتفاء. بمناسبة صدور العدد (700)؛ وأضاف «هنا لا يمكن أن نغفل الدّور الرائد لفريق عملها الدؤوب».
ولا مزيد على هذه العلاقة وهذا الحُب! وهذا هو واقع وسطنا الثقافي بعموميته, وحال مشهدنا الأدبي, سواء ما كان على سؤدد منبره الإعلامية (صحافة - إذاعة - تلفزيون) والجهات الأخرى...
ها نحن أنتم, سواء الـ(شعراء, القاصون, الروائيون, النقاد, والكتاب في شتى مجالات ومناحي الأدب والفنون العربية, وها هي تلك عبر ثقافيتكم؛ الملفات تتجاوز الـ (200) ملف, لكثير من الأدباء والمثقفين السعوديين والعرب.
وها هي مجلتكم على العهد تمضي مقدمة: (مقالات وإبداعات وبحوث ونصوص وإعلام وتحقيقات وتقارير وحوارات ..) وتشاركنا البرامج في (دقيقة ثقافية) و(كتاب اليوم) وتشاركنا التهاني في مناسبات أفراحكم والمواساة في أحزاننا ..
حفظنا الله وإياكم أجمعين.