آن الأوان لكي نشير له ونقول: «هذا هو». محمد رضا نصر الله الذي طالما كشف الحجاب ورفع الستارة في برنامجه التلفزيوني الشهير «هذا هو» عن ضيوفه الشعراء والكتاب والسياسيين العرب والأجانب وحاورهم وأماط اللثام عن مكنونات هوياتهم وخفايا ما تخبئه ملامح الوجه من أعماق البحيرة. آن الأوان لنشير إليه ونقول: «هذا هو».
الوجه العربي الأصيل من قلب الجزيرة. من القطيف. تحس أنك تعرفه ويعرفك من زمان. محمد رضا نصر الله صديقي قبل كل شيء. في جميع الأمكنة والأزمنة والسوانح هكذا كان. منذ ما دعاني للكتابة في الملفات الثقافية لجريدة «الرياض» من أمد طويل مرورًا بلقاءاتنا في عاصمة المملكة «الرياض» وفي القاهرة وسواها وتواصلنا الذي لم ينقطع على بعد المسافة وفي جميع درجات الحياة. أنا في منازلي وأحوالي في الجنوب اللبناني وبيروت وهو في منازله في المملكة وأحواله في الشعر والشورى والثقافة والصحافة والإعلام.
محمد رضا نصر الله رجل عابر للمذاهب والعصبيات. مؤنس. محب. أصيل. عربي. رجل حوار وثقافة وشعر وسياسة. كتب آلاف المقالات وأجرى 1000ساعة حوار تلفزيوني مع شعراء عصره ومفكرين وسياسيين من شتى الاتجاهات والمذاهب الفكرية والأدبية.. وما بين «هذا هو» الذي استضافني فيه في حلقتين متباعدتين 1993و1997و «بين أيديهم» الذي جرى في مجرى التناص مع الشعر القديم.... كنت أجد نفسي مع محمد رضا نصر الله وكأنني أنظر في مرآة. أو في بحيرة بعيدة في قلب الجزيرة العربية. أرض قاسية ولينة في وقت واحد. صارمة... لكن حين تنفرج أساريره ويضحك أو يلثغ تحس بنسيم صبا نجد يهب من جهة القطيف... لقد سبق وأشعلنا العالم في حديث لنا لمدة ساعة عن المتنبي.....
محمد رضا نصر الله (أبا أوراد) تثير على البعد أشجاني وقلبي يصعد الى عيني
الآن...: سبعون وأكثر.... دائمًا أحب أن أصغي إليك يا صديقي/ عش... تليق بك الحياة.
** **
- د. محمد علي شمس الدين