تبقى الثقافة في كل أبعادها تمثل تاريخاً مختلفاً ومتنوعاً لأنه يعكس إطلالة على مسيرة تنمية ورؤية شاملة وأهداف تعكس مستوى التطور الفكر والثقافي والاجتماعي.
وقد أخذت الثقافة حيزاً مهماً في تاريخنا الثقافي بدءاً من تاريخ صحافة الأفراد وانتهاء بالمؤسسات الصحفية ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
والأمر الذي جميعنا نتفق عليه أن بلادنا بلاد ولادة للمثقفين والمبدعين والمتميزين وقد نشأ خلال هذه الفترة صحف ومجلات عديدة لا تتكرر قدمت جهداً لكل الفترة التي تعبر لها معطياتها الخاصة ومن ذلك استمرار بعض الصحف والمجلات والملاحق وبعضها توقف وبعضها غاب وبعضها عاشت في شح من النشر.
لكن عشرون عاماً بقت، وعشرون عاماً من العطاء في خدمة الثقافة هي لوحة، بل وثيقة ثقافية جديرة بدراستها علمياً وسبر أغوارها من العطاء في مجال الثقافة مقالة وقصة وشعراً ونثراً ودراسات نقدية وجهداً ثقافياً متنوعاً.
إن المجلة الثقافية في جريدة الجزيرة العريقة تدخل عامها العشرين بحلة التجديد وأرضية الثبات والتنوع تعتبر مدرسة في مجال الثقافة السعودية، كان ولا يزال لها حضورها الآسر وجهودها المختلفة وقد كتب فيها العديد من الأسماء الثقافية ونشرت العديد من فنون الأدب بأنواعه، والأجمل في تميزها وتنوعها واستمرارها هو انتصارها لدعم الثقافة والعمل الأدبي ونشرها وخلق الكثير من الفرص الثقافية وإظهارها على المظهر اللائق.
المجلة الثقافية رحلة لم تنقطع وبقيت رغم كل الظروف التي تمر، وذلك بتوفيق من الله عزَّ وجل وبحضور مختلف من د.إبراهيم التركي أحد حراس الثقافة السعودية وبجهود واضحة ومذكورة ومشكورة من المبدعين محمد الرويلي وجابر مدخلي اللذين يقودان السفينة مع فريق هذه المجلة بكل اقتدار.
هنيئاً لهذه المساحة الثقافية بهذا الصمود وهذا العطاء، ونتطلع بالفعل أن تتبنى وزارة الثقافة أن تنشئ مبادرة تكريم من خدم الثقافة السعودية الى مسيرة التاريخ السعودي سواء بمؤسسات أو أسماء يطول الحديث بذكرهم.
تحية إجلال وتقدير لهذا المنبع الثقافي الذي ظل شامخاً في إثراء ثقافتنا.
** **
- عبدالله سليمان السحيمي
E-Mail: Alsuhaymi37@gmail.com
Twitter: @Alsuhaymi37