الجزيرة الثقافية - محمد الرويلي:
ونستعيد في هذه الغمرة من الاحتفاء، نستجلي الذاكرة ونذكر (أصحاب الأنامل الذهبية)، من يَسجُرُون دهشة تصميم العيون! يُشعِلونَ على أوراق الثقافية شيئًا من السّحر المأثور - بين أصابعهم العشرة. يُورُونَهُ وهم مُصمِّمُونَ أن لا ينتهي عملهم! إلا وقد خطفوا عَينَ (الدّهشَة والإعجَاب) واختطفوًا؛ تحية إعجاب مُعلنة أو مُضمرة. وما ذلك سوى أنّ أولئك الزملاء الذين عملوا معنًا، وقت سابق في الإخراج، الأستاذ تميم فرج وأبو حمزة طلعت. وللحديث عن جانب هو الآخر في غاية من الأهمية، في مسيرة الثقافية وظهورها للقراء، نستضيف هذا العدد (700) الزميل الأستاذ (أحمد دسوقي) أبو مروان، مخرج صفحات الثقافية الحالي، ليحدثنا عن هذه العلاقة متى بدأت وانعكاسها على علاقته بالوسط الثقافي السعودي والمشهد الأدبي بعمومياته المحلي والعربي، فقال الزميل دسوقي: علاقة المخرج بنتاجه علاقة شغف شفيف، لا يحسنها سوى من صنع من أشرعته وأروقته حكايات للدهشة والمخر، في عالم البحار واليابسة معًا، وفي العالمين تختله يوزع (صحافة) بأشكال وألوان زاهية، لسكان تلك العوالم!
وكأني بتجربة المخرجين في الصحافة يلبون، يا أهل الشعر اسمعوا، يا أهل الحكايات ماذا قال ساردها؟! وأهل البيان وسلاطين الفن التشكيلي والنقاد وغيرهم، كلٌ ينادي بهم، دونكم الألواح، والصحاف...
أما في جانب علاقتي بمؤسسة صحيفة الجزيرة: بدأت في شهر نوفمبر 2011 م، في كل مرحلة يرتبط ميثاقي أكثر وأكثر بالوسط الثقافي السعودي، خصوصًا وبعضهم التقيته في مناسبات ثقافية ومنتديات أدبية خاصة وعامة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: (مركز الجاسر الثقافي ومنتدى ثلوثية بامحسون الثقافي، ومعرض الرياض الدولي للكتاب، وفعاليات وبرامج نادي الرياض الأدبي الثقافي) وغيرها من المناسبات.
الحركة الأدبية السعودية حركة إبداعية ممتدة ومنفتحة على المشهد العربي عموماً، وهذا ما رصدته خلال عملي في القسم الفني للصحيفة في الإخراج، حيث تفرد المساحات للمبدع السعودي والعربي وتتنوّع المجالات والاهتمامات ما يثري الذائقة ويغنيها بين مائدة للشعراء والقاصين وكتاب القضايا الثقافية والدراسات النقدية تمتزج في مسلة مبهرة تطوّقها ألوان الفنانين التشكيليين.