لم يزل للورقة رائحة شهية كرائحة الخبز..
ولم تزل عالقة في وجداننا ومرتبطة بذكرياتنا..
فإذا كان أغلب الكتاب والمؤلفين والقراء اليوم يتعطشون للكتاب الورقي وله معهم علاقة حميمية متأصلة، فلا شك أن للصحافة الورقية سحرها وتأثيرها.. ولم تزل الرغبة فيها قائمة رغم تعدد مصادر المعرفة عبر وسائل التواصل والمواقع الإخبارية والصحف الإلكترونية..
لماذا؟!
لا شك أن السبب يكمن في تأريخ هذه الصحيفة ومدى مصداقيتها ومن ثم فإن هذه المصداقية هي سبب ثقة القراء في تعدد أخبارها الموضوعية ومواضيعها القيمة وتنوع ما تقدمه من علوم ومعارف ونقاشات أو حوارات جادة قد ترتبط بأكفأ الصحفيين وأكثرهم إجادة وأغزرهم ثقافة ووعيًا فضلًا عن التجربة العميقة والخبرة المتراكمة.
سبب آخر هو الرغبة في القراءة الورقية وحميمية الملمس الورقي كما أشرت سابقًا.
لذا فإن الصحافة الورقية سيظل لها سيطرتها وتأثيرها ومن ثم فالضرورة إليها قائمة وإن قل روادها ومقتنوها خاصة إذا كانت الإدارة الصحفية بكل طاقمها أهلًا للثقة ولها خلفية ثقافية جادة وعلى كاهلها تحمل أمانة الكلمة ومسؤولية النشر الجيد فيما تقدمه من مواد لها مصادرها الأصيلة التي تتوافق مع القيم والمبادئ ومع أصول المعرفة الحقيقية لا المزيفة أو المشوهة أو المسروقة فضًلا عن أن لها معاييرها الصائبة التي تتفق عقًلا وشرعًا مع فطرة الحاجة إلى المعرفة القيمة التي تقدم للإنسانية ما يرتفع بها ويسمو بأفرادها ومجتمعاتها بحيث تحسن اختيار العاملين فيها من محررين وصحفيين ومحاورين فضًلا عن الإداريين والمشرفين ومن ثم فلا شك في أن صحفًا بهذا المستوى العالي على مستوى المادة والإدارة وما تقدمه لهي جديرة بالاقتناء والثقة والمتابعة ورقيًا أكثر منها إليكترونيا وإن كانت الأخيرة لا غنى عنها لكن يظل للورق قيمته وروعته وأصالته في التعامل مع هكذا صحف.
** **
عطاف سالم - شاعرة وكاتبة سعودية