ميسون أبو بكر
حالت ظروف وعكتي الصحية عن المشاركة بمعرض تونس للكتاب وليس أحداث المظاهرات التي سمعنا عنها والتي ندرك جيداً أن التونسيين شعب راق سيديرون مظاهراتهم بسلمية وبجماليات التعبير عن رأيهم ومواقفهم وديمقراطيتهم.
معرض تونس الدولي للكتاب تأجل عن موعده السنوي في فبراير بسبب صعوبة وصول شحنات الكتب للموانئ التي تسببت بها كورونا، وقرَّر القائمون عليه افتتاحه في نوفمبر لعل هذا الحدث الثقافي ينعش الحياة الثقافية في تونس بعد ركود خصوصاً أن معارض الكتب لم تعد فقط أرففاً حاملة للكتب، بل تتخللها الفعاليات المختلفة كالأمسيات والندوات ومعارض الفن التشكيلي والتقاء المثقفين على هامشها.
آخر مرة زرت تونس كانت مع فريق عمل التلفزيون السعودي قصدنا تونس في 2007 للمشاركة في تسجيل حلقة خاصة بعنوان «ليالينا العربية» سجلت بالتعاون مع التلفزيون التونسي، وتحدثت عن المساجد في المملكة وتونس وقد زرت وقتها القيروان ومسجدها عقبة بن نافع الذي أصبح معلماً تاريخياً مع الزمن، حيث يعتبر منبره أقدم المنابر في العالم الإسلامي ويعد قطعة فنية رائعة.
القيروان تشتهر بصناعة الزل وتعتبر صنعة مهمة لأهل المنطقة، وأتذكر نبتة الصبار على جانبي الطريق حتى وصولنا، والمطاعم الشعبية التي يشوى بها اللحم البلدي ويقدم للمسافر مع السلطة التونسية.
كما كانت لنا جولة في مسجد الزيتونة في العاصمة وجولة في مجال الملابس التراثية التونسية التي ابتعت إحداها لارتدائها في الحلقة المسجلة وكانت المقاهي التونسية حكاية فما زلت أذكر الطاولات الخشبية البيضاء الطويلة التي يجلس عليها زوار المقهى في جلسات متراصة والنوافذ الزرقاء المطلة على البحر ونسمات البحر الرطبة صيفاً ثم القهوة بماء الزهر.
لتونس خصوصيتها ولأهلها الطيبين نكهة خاصة ولصحبتهم متعة، فهم أهل فكر وثقافة وبإذن الله سأتمكن قريباً من القيام بتجربة تجدد عهدي بتونس.
وهذه تحية لسعادة المدير العام لمعرض تونس الدولي للكتاب الدكتور مبروك المناعي والأستاذ صلاح الدين الحمادي رئيس اتحاد الكتَّاب التونسيين المسؤول عن النشاط الثقافي ولكل الجهد المبذول لعودة هذه التظاهرة الرائعة التي جمعت المثقفين على مأدبة واحدة، آملة لتونس الأمن والأمان الذي تستحقه روحها الخضراء.