علي الصحن
خمسة أيام فقط تفصل فريق الهلال عن نهائي دوري أبطال آسيا 2021، حيث يسعى حامل اللقب لأعوام (1991، 2000، 2019) إلى تحقيق لقبه الرابع على حساب منافسه الكوري بوهانج ستيلرز حامل القب ثلاث مرات أيضاً (1997، 1998، 2009)، وفي تاريخ البطولة أيضاً حل الهلال وصيفاً للبطل (4) مرات، فيما لم يحل الفريق الكوري ثانياً طوال تاريخه.
المباراة صعبة على الفريقين بالتأكيد، ودعك هنا ممن يهونها على طرف ويصعبها على الآخر، وصول الهلال وبوهانج لم يكن مفروشاً بالورود، بل كانت المصاعب تحفه من كل جانب، فالهلال مثلاً تأهل من عنق الزجاجة في دور المجموعات، وفي الأدوار النهائية تجاوز متصدريها الواحد تلو الآخر، وفي ثلاث ملاعب مختلفة، فيما كان على الفريق الكوري أن يذهب إلى ركلات الترجيح بعد أن وضع جاره اولسان قدماً في النهائي حتى الدقيقة (91) من لقائهما المثير.
يعرف كل من مدربي الفريقين ليوناردو جارديم وسيرجيو فارياس منافسه جيداً، والثلاثة والثلاثون يوماً الفاصلة بين وصولهما للنهائي ومواجهة الثالث والعشرين من نوفمبر كانت كافية لكي يدرس فيها كل طرف الآخر، وخصوصاً أن كلا الفريقين لم يلعب الكثير من المباريات بسبب توقف المنافسات المحلية من أجل التصفيات الآسيوية، حيث لعب الهلال (3) مباريات ولعب منافسه أربعاً، وهذا يعني أن كل منهما قد أخذ وقته للاستعداد للنهائي المنتظر، وإن كان الهلال قد افتقد مجموعة من لاعبيه (8 لاعبين) بسبب تشرّفهم بالمشاركة مع المنتخب مقابل لاعب واحد من الفريق الكوري، وإن كنت أرى أن استمرار المشاركة واللعب في صالح اللاعب وتحضيره الذهني للمنافسات، وأن التوقف عن اللعب سلاح ذو حدين.
المبالغة في التفاؤل أمر غير محمود، ومن الممكن أن تؤدي إلى التقييم غير الملائم للمخاطر المحتملة. والتساهل في أمور سهلة، لكنها في غاية الأهمية، وهذا ما يجب أن يتنبه له بعض الهلاليين اللذين لا يتحدثون عن المباراة، بل عمَّا بعدها، وفي المقابل هناك من أفرط في التشاؤم والحديث عن بعض الغيابات وطريقة المدرب في بعض المواجهات، وهؤلاء وأولئك ينظرون إلى نفس الكأس، لكن طرف يتحدث عن نصفه الممتلئ وطرف يتحدث عن نصفه الفارغ، والمطلوب في الواقع هو الاعتدال في تقييم الأمور بلا إفراط ولا تفريط، فالهلال فريق قوي ولديه أفضل لاعبي القارة من المحليين، بجانب رباعي أجنبي يعوّل عليه كثيراً وقد كان له تأثيره البالغ في نتائج الفريق، كما أن الفريق الكوري قوي أيضاً حتى في ظل تراجع نتائجه وترتيبه في الدوري المحلي لبلاده، هذا فضلاً عن كونها مباراة واحدة لا تعويض بعدها، وهي قابلة لكل الاحتمالات والتغيّرات ولا مجال لأي أخطاء أو تفريط فيها، وربما تسبب خطأ واحد من لاعب أو من الحكم في نسف كل شيء، ومن يقرأ الماضي يجد فيه من العبر ما يفي ويكفي.
بين الهلال والثامنة على مستوى القارة والرابعة في نطاق دوري الأبطال (90) دقيقة ومنافس قوي، وحتى يحقق الفريق الأزرق مبتغاه عليه أن يعطي كل دقيقة من المباراة قيمتها، وأن يضع لكل حركة أثرها، ودونه على سبيل المثال مباراته الأخيرة مع الرائد وكيف سيطر وتقدم لكنه كاد أن يفقد النتيجة في لحظات، ومباراة الأهلي وكيف تسبب خطأ مدافع في موقع بعيد عن المرمى في فقدان نقطتين.
كل التوفيق للهلال في نهائي القارة.