د. محمد بن صقر
لم تكن شركة الفيسبوك الأولى من بين الشركات التي قامت بتغير اسمها ولن تكون الأخيرة، فكثير من الشركات العالمية قد قامت بتغيير اسمها، منها على سبيل المثال googol كان اسمها (Back Rup) وتم التغيير في عام 1998م، وشركة Nik كان اسمها sport Blue Ribbon وتم التغيير في عام 1971م، وشركة paypal كان اسمها Confinity وتم تغييرها عام 1999م, لذا نجد أن هذه الإستراتيجية في تغيير الاسم شيء مألوف ما بين كثير من الشركات، ولكن نجد أن هناك شركات لم تقم بتغيير اسمها بل حافظت على اسمها على مر السنوات بل العقود، ومنها على سبيل المثال شركة (علي بابا) وغيرها. ولكن لماذا تلجأ بعض الشركات لتغيير اسمها، هناك كثير من الأسباب لذلك منها وحسب بعض الدراسات الاقتصادية هو اندماجها مع شركات أو تحالفات أو قد يكون تغيير مسار منتجاتها وخططها الإستراتيجية أو توسعها في مناطق ودول أخرى, كل هذه الأسباب مؤلفة في عالم الاقتصاد لكن هناك سبب قد يكون من الأسباب الجوهرية والذي يعتبر مرحلة خطرة ومغامرة وهو تغير الصورة الذهنية والسمعة المرتبطة باسم الشركة والذي يعتبر أحد الأصول الثمينة والمباشرة للشركة، ولعلنا نذكر هنا شركة فيسبوك التي قامت مؤخرًا بتغيير اسمها فبحسب الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ في عرض تقديمي في مؤتمر Connect على فيسبوك، «أن metaverse هو الاسم الجديد، وليس فيسبوك». وقدم زوكربيرغ شعار الشركة الجديد، موضحًا أن كلمة «ميتا» تأتي من الكلمة اليونانية التي تعني «بعد».وأضاف أن الاسم يرمز إلى حقيقة أنه يمكنك دائمًا بناء شيء جديد. كما أفاد بأن العلامة التجارية الجديدة تركز اهتمام الشركة على «metaverse»، حيث يتخلى الشخص عن الشاشات ويختبر تأثير التواجد في الواقع الافتراضي. محاولة الرئيس التنفيذي لتغيير الاسم هل هو نتيجة لتوسع والابتكار في نوعية الخدمات، أما محاولة تقليل حجم السمعة السيئة وحصرها في منتج من منتجات الشركة الكبرى التي قام بطرح اسمها لأن اسم الشركة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالفضائح والعوامل الخارجية السلبية ومارك زوكربيرج. حتى قبل أحدث الأخطاء وهي انقطاع الخدمة والإبلاغ عن المخالفات، ومشكلات الخصوصية قد عرضت مصدر دخلهم الأساسي للخطر. حيث يخضع نموذج الشركة القائم على الإعلانات والمبني على بيانات مستخدميها لمزيد من التدقيق مع مرور كل عام. كانت Facebook بالفعل أقل شركة تقنية موثوقة على الإطلاق, حسب بعض التقرير الأمريكية وكان مارك زوكربيرج في يوم من الأيام الرئيس التنفيذي الأكثر إثارة للإعجاب في وادي السيليكون، لكنه تراجع منذ ذلك الحين. هذه الخطوة في التغيير تتابع بشكل مكثف من الخبراء الإستراتيجيين والمستثمرين على حد سواء, لأنها تعتبر مغامرة ومقامرة في الوقت نفسه في نجاح الشركة باستعادة الثقة كشركة لها منتجات عدة أو تظل في عين المستهلكين سيئة السمعة وتكبر كرة الثلج في سقوط مدوي لها مع احتمال شركات أخرى منافسة تدخل المضمار لا تزيحها من الخارطة التجارية, تغير الاسم لم يكن وحده هو ما أعلن عنه الرئيس التنفيذي وإنما أعلن عن خطط التوظيف 10000 شخص إضافي في أوروبا على مدى السنوات الخمس المقبلة وخطوات استثنائية وسنراقب خلال الفترة المقبلة ما يتم حيالها.