عثمان أبوبكر مالي
فترة توقف طويل دخلته فرق أندية دوري الأمير محمد بن سلمان لكرة القدم من جديد، استمر خمسة عشر يوماً، في الفترة من الخامس من شهر نوفمبر الجاري؛ بعد الانتهاء من مباريات الجولة الحادية عشرة إلى العشرين منه، بسبب أيام الفيفا ومشاركة المنتخب الوطني الأول في مباريات الجولة الخامسة من التصفيات النهائية للوصول الى كأس العالم 2022م في الدوحة، والتي انتهت مرحلتها الأولى (الذهاب) بمباراة ظهر أمس أمام منتخب فيتنام في (هانوي).
ستعود منافسات الدوري ومبارياته الساخنة اعتباراً من يوم السبت القادم بالجولة الثانية عشرة، وهذا هو التوقف الثاني في الدور الأول، وهو بمثابة (اختبار جديد) للعديد من الأندية ومسؤوليها (الإداريين والفنيين) فغالبيتها ان لم يكن جميعها كانت بحاجة الى التوقف، ومن البديهي بل المفترض أن تكون قد وضعت (برامجها) للوصول الى أقصى استفادة قبل العودة الى أداء مباريات الجولتين الثانية عشرة والثالثة عشرة، وان لا يكون اهم ما في البرنامج (اجازات الراحة) التي منحتها بعض الاندية للاعبيها، خاصة وأن التوقف الثالث سيأتي سريعاً ـ كما هو مبرمج ـ لإفساح المجال أمام مشاركة المنتخب في بطولة كأس العرب (كأس الفيفا للعرب) والذي سيقام في الفترة من 30 نوفمبر وحتى 18 ديسمبر، بمشاركة 23 منتخباً عربياً، وستكون بمثابة اختبار لتنظيم كأس العالم في الدوحة قبل عام من موعد انطلاقته.
خلال التوقفين الثاني والثالث، سيكون اكثر فريق (ارتاح) هو فريق الاتحاد، الذي لن يلعب خلال جولة العودة الى المباريات، نظراً لتأجيل مباراته أمام الهلال، لإفساح المجال امامه وتفريغه لمباراته في نهائي بطولة دوري أبطال آسيا يوم الثلاثاء القادم في الرياض، وعلى عكس ما يراه البعض وتخوفهم من ان تكون (الراحة سلبية) فإن المفترض والصحيح والمتوقع، ان يكون العكس ويكون الفريق الاتحادي الأكثر استفادة من التوقف الطويل والمفيد جداً لمدربه الجديد - نوعاً ما- من حيث الاستشفاء والتأهيل والتجهيز للقادم من المباريات، سعياً وراء الحفاظ على فرص الفريق في المنافسة والتمسك بصدارة الدوري ووضع (بصمته) على الفريق، ولتجاوز مطبات السقوط والتراخي وانخفاض الأداء والمستوى بعد كل فترة توقف، كما هو الحال في الموسمين الماضيين، وكان الفريق يدفع ثمنها عالياً، وليس من المعقول أن لا يستفيد ولا يتعلم مسؤولوه و(خاصة) جهازه الإداري من كل تلك الأخطاء وهذا موسمه الثالث.
(نظرياً) ذلك ما يبدو أنه حاصل حتى الان بعد الإعلان عن اقامة معسكر قصير في دبي (خلال التوقف الثالث) وأداء مباراتين وديتين امام فريقي العين والجزيرة الاماراتيين، غير ان مجرد إقامة المعسكر والمباراتين لا يكفيان، إذا لم تحضر (الجدية) والحزم والانضباط الإداري، والمتابعة العملية والحضورية خلال الأيام العشرة (كاملة)، حتى لا يذهب المعسكر هباءً ويكون مجرد (هدر مالي) ولتحقيق ذلك، لا ينفع ان تكون إدارة المعسكر عن بعد، ولا بد من تجنب الأخطاء التي سبق وان حدثت في معسكرات مشابهة وقريبة أقيمت سابقاً في (جبل علي).
كلام مشفر
« بطولة (كأس الفيفا للعرب) بطولة مهمة جداً للأخضر وكل المنتخبات العربية خاصة المشاركة في تصفيات كأس العالم، وسيسعى كل منتخب للاستفادة منها بطريقته ووفق احتياجه، وذلك يعني ان المشاركة لن تكون واحدة او بالدرجة نفسها (المنتخب الأساسي) في المنتخبات جميعها.
« توقف مباريات الدوري أيام الفيفا أمر مفروغ منه لمشاركات المنتخب واهمية ذلك، ولا يقل أهمية إيقاف الدوري عند إقامة مباريات بطولة (كأس الفيفا للعرب) وأعجب لمن يطالبون باستمرار المباريات، مهما كانت مشاركة المنتخب، والأكيد أن لجنة المسابقات في رابطة دوري المحترفين لن تقدم على هذه الخطوة، فاللجنة التي أجلت مباراة (الفتح والفيصلي) من أجل لاعبين (فقط) من كل فريق في المنتخب الأولمبي لن تجرؤ على إقامة المباريات في غياب لاعبين من الفريق الأول.
« الكلمة في المشاركة، أرى من الحكمة ان تكون بيد مدرب المنتخب (الشجاع) السيد ايرفي ريناد، واكيد انه سيحسن الحساب والاختيار والمشاركة، بشكل ينعكس إيجابياً على مشوار الأخضر في تصفيات كأس العالم، وربما يفاجأ الجميع بنجاح ممكن جداً في النتائج، حتى وإن تخلى عن عدد من لاعبيه الأساسيين خلال مباريات البطولة مهما كانت قوتها.
« حتى المباريات (المؤجلة) من غير الممكن، بل من الظلم، إقامتها خلال فترة التوقف من أجل البطولة العربية، وغالباً المشاركة ستكون بلاعبي المنتخب الأول، أو الأولمبي (مدعوماً) بعدد من لاعبي المنتخب الأول، الاحتياط منهم (على الأقل) فالحساب إن حدث ذلك.