من المتطلبات الأساسية الواجب توفرها لفريق يتطلع لتحقيق نتائج إيجابية: مدرب جيد، لاعبون موهوبون، وإعداد جيد مع الروح القتالية، وهذا ما نراه بمنتخبنا حالياً؛ فريق يلعب كرة قدم حديثة تجمع ما بين المتعة والنتائج الإيجابية والثقة العالية لمجابهة أعتى الخصوم، وما من شك هيرفي رينارد كان قد كوّن شخصية جديدة ومميزة للمنتخب بفضل العمل الكبير الذي يقدمه بدءاً من سبر أعماق الدوري لاستخراج أفضل اللاعبين (الخامات) التي تملك الموهبة والبحث عن مكامن القوة والعطاء وتوظيفها بشكل جيد، وحل كثير من المشاكل الأزلية بالدفاع التي عانينا منها بالماضي، مدرب يلعب بسلاح الروح والتجانس بين العناصر (الانسجام) واللعب بميزة البديل الجاهز الحيوي بالحالات الطارئة لمختلف الظروف، البديل الذي يتفوق على الأساسي أحياناً، وجود جيل من خيرة اللاعبين يجمع بين الخبرة وروح الشباب والديناميكية! شخصية رينارد القوية فرضت الانضباط فنياً وانفعالياً.
رينارد يملك كاريزما تتغلغل داخل أرواح اللاعبين وأذهانهم فتؤثر عليهم ذهنيا ونفسيا.. الاهتمام بأدق التفاصيل صفة يمتاز بها الفرنسي فتحدث الفارق، الاهتمام بالتحفيز وإثارة الدافعية والانضباطين الدفاعي والهجومي.. التعبئة النفسية لا تقل عن ميزة التدريب والتكتيك وربما تتفوق عليها! ومع رينارد أصبح منتخبنا يملك هوية (شخصية) بالملعب لمواجهة أعتى الفرق وهذا ما يحتاجه بالضبط لكأس العالم ملتقى النخب في العالم.
كرة القدم جماعية؛ ولو تحدثنا عن لاعب مقاتل واحد فهذا يعني أن لدينا (كتيبة) من المقاتلين، وجود موهبة دون غيرة على الكرة وقتال عليها لا يعني شيئاً، وجودهما معا يعني منتخباً تصعب هزيمته! جميعنا نهتم بأن نمتلك شخصية لاعب مقاتل يعرف كيف ومتى وأين (يروّض) الكرة فيطوعها حسب مزاجه، القتالية في الكرة الأوروبية تعني مزيداً من السيطرة والنتائج الإيجابية!
رينارد أعاد الشغف للشارع الرياضي لمتابعة المنتخب الذي أصبح مع لمساته الفنية (قطعة واحدة) لا تتجزأ حتى مع الغيابات! حتى أن البديل تفوق على الأساسي؛ رأينا كيف تفوق الحارس البديل (الربيعي) للبديل (القرني) عن الأساسي (العويس) بمباراة قوية وصعبة ضد أقوى الخصوم (أستراليا) وصد أكثر من كرة! (الثقة) تصنع المعجزات.
** **
- هيا الغامدي
@Haya_alghamdi